;
د. محمد صالح المسفر
د. محمد صالح المسفر

احذروا تكرار سقيفة بني ساعدة 2674

2011-08-24 11:51:36


الأمر الذي لا ريب فيه أن أمتنا العربية تتمزق وتتفتت بفعل فاعل داخلي وخارجي، ولا ريب بأن أس مصيبة هذه الأمة هو الحاكم العربي الذي لم يدرك أو لا يريد أن يدرك بأن الشعب العربي لم يعد يتحمل ممارسات الحاكم وزبانيته هذا الشعب الذي صنع تاريخا للإنسانية عبر العصور إلى أن جاء الحاكم الأناني المستبد وعبث بكرامة الأمة وقيمها وحولها إلى تابع لا حول له ولا قوة.
بالأمس شاهدنا على شاشة التليفزيونات مقابلة الرئيس بشار الأسد مع صحافيين مختارين حددت لهم خارطة الحديث مع الرئيس، والحق أنني أصبت بخيبة أمل بما سمعت، وكنت أتوقع من أصغر حاكم عربي سنا أن يكون في مستوى الأحداث التي تجري على سوريا الحبيبة وعلى هذه الأمة العريقة، وأن يعطي حلولا جذرية للمأساة القائمة، وكنت أتوقع أن يعلن وقف جميع الأعمال العسكرية، وسحب القوات المسلحة من شوارع المدن والأرياف السورية، وأن يحل الحكومة واللجنة المركزية للحزب الذي يشك الناس في أن لهذا الحزب دورا فيما يجري على الساحة السورية.عندي قناعة بأن حاشية الرئيس بشار الأسد لا تريد به خيرا وتريد أن تظهره بمظهر الرجل الضعيف أمام وسائل الإعلام ليفقد هيبته والتشكيك في قدراته السياسية وعلى ذلك ظهر في تلك المقابلة الصحافية بأنه حاكم بلا مشروع وطني وظهر وكأنه غير مقتنع بما يقول.كانت صورة على يمين الشاشة تبدي التعذيب والاحتقار للإنسان السوري على يدي شبيحة نظام بشار الأسد وهو ينفي امتهان كرامة المواطن وأنه المسؤول عن أمن الوطن والمواطن، وهنا يمكنني القول بلا تحفظ إذا كان أمن الوطن سيكون على حساب هدر كرامة وإنسانية المواطن فلا نريد ذلك الأمن بأي كيفية كانت إلا بزوال النظام أو إصلاحه إصلاحا جذريا.
في الوقت الذي كان بشار الأسد يدلي بكل الذرائع لبقاء نظامه بوعود لن تتحقق، كانت ثوار الشعب الليبي العظيم يخترقون شوارع طرابلس العاصمة مستهدفين إخراج معمر القذافي وزبانيته من جحورهم بالقوة، الأخبار الواردة من طرابلس تقول بأنه تم القبض على أولاد القذافي وأن فصائل من قواتهم انضموا للثوار وهذا يعني أننا سنعيد عيدين في آن واحد عيد الفطر المبارك والثاني عيد الانتصار على أحد الطغاة العتاة الذي حكما الشعب الليبي لأكثر من أربعين عاما وبذر موارد الدولة فيما لا فائدة فيه وحاول جاهدا البقاء في السلطة ليخلفه أولاده من بعده لكن إرادة الشعب الليبي كانت أكبر من كل قوته وجبروته. كان بودي أن يدرك بشار الأسد أن إرادة الشعب أقوى من كل قوى الأنظمة السياسية المتعددة مهما بلغت قوة الحاكم العسكرية فهل يعتبر الحاكم العربي من أحداث التاريخ التي تصنعها الشعوب؟.

استقبل الشعب اليمن المقاوم انتصارات ثورة الشعب الليبي بالفرح وراح يحتفل بطريقته بذلك النصر، مصممين على انتصارهم على طاغية لا يقل جبروت عن طغيان وجبروت القذافي وراحوا يرددون في كل ميادين المدن والساحات اليمنية بهتافهم المجلجل الشعب يريد إسقاط النظام، في هذه الأجواء استطاعت القوى الوطنية في اليمن من التغلب على بعض الصعاب وشكلوا "المجلس الوطني لقوى الثورة" وراحت جموع المواطنين في الساحات اليمنية تعلن تأييدها ودعمها الكاملين للمجلس، وجاء في خطاب رئيسه المنتخب السيد محمد باسندوه بعد تكليفه أن قضية الجنوب سوف تعالج معالجة عادلة تتضمن المطالب والحقوق المشروعة في كل محافظات الجنوب وكل مشاكل صعدة ستجد حلا جذريا في إطارها الوطني.
الأمر المؤسف أن "الحكمة اليمانية" غابت عند بعض الأحزاب والقوى اليمنية إذ أعلن بعض من أهل الجنوب انسحابهم من المجلس الوطني الذي أعلنته المعارضة ولحق بهم بعض الحوثيين وآخرون، وحجتهم أنهم لم يجدوا نصيبهم في العدد ضمن العضوية في المجلس والحق أن هذا يذكرنا بأمر "سقيفة بني ساعدة" الذي طالب البعض من أركان تلك الحقبة بعد وفاة الرسول عليه السلام بأن يكون من المهاجرين أمير ومن الأنصار أمير وكل له حجته وهكذا انشق صف المسلمين منذ ذلك العهد وحتى اليوم، فهل يقبل قادة الرأي والفكر في اليمن أن تكون المصالح الدنيوية الذاتية على حساب المصالح الوطنية ونبقى في شقاق إلى يوم الدين.
كفانا يا أهل "الحكمة اليمانية" ما يجري في لبنان من صراع على المناصب تأسس في أول يوم للاستقلال وبقي حتى اليوم، وكفانا ما يجري في العراق من حروب تقاسم المناصب وستبقى تلك الحروب قائمة إلى أن يفعل الله أمره، وكفانا ما جرى ويجري في السودان.
آخر القول: يا أهل اليمن اتفقوا على الوحدة وإسقاط نظام الفتنة القائم، لا تختلفوا على منصب وحصة وجاه فاليمن يتسع للجميع واجعلوا الرجل المناسب في المكان المناسب والله معكم.
الشرق القطرية

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد