سلة الطماطم التي كانت بثلاثمائة وأربعمائة ريال قبل رمضان وكانت ترصف فوق بعضها في تهامة ولسان حال مزارعيها وبائعيها: "يا طماطاه، يا حراجاه، يا رواجاه، يا بلاشاه "، قفزت فجأة أو بالأصح فقدت عقلها وأصبحت بسبعة وبثمانية آلاف ريال.
صديقي العزيز/ جمال جبران يعشق الطماطم ويقول فيها شعراً لم يقله عنتر في حب عبلة، وهي فعلا محبوبة جماهيرياً وشعبياً فهي خليط بين الخضار والفاكهة ونستطيع أن نطلق عليها اسم " فاكهة البسطاء " بدلاً من المجنونة مع أن الإسم الأخير ينطبق على حالها، لكن في هذا الوقت بالتحديد الجنون ليس صفة حصرية على الطماطم فقط، فقد جنن البترول والديزل والغاز والماء ومعظم السلع تقريبا، وأصبح المواطن الحليم حيراناً، وأصبح كل ما حولنا جنون في جنون، وأصبحت البقر أعقل شيء يمكن أن تراه في هذا الوضع بعد أن اتهموها بالجنون وقالوا جنون البقر، اليوم أصبح لسان البقرة علاجاً لخفة العقل فتجد من يقول: " سير دور بقرة تلحسك ".
وأكثر صفة لها مرادفات في بلادنا هي صفة المجنون، حيث يقال "مدلوز ومخفقن ومرشح ومقرح فيوز ونص خمدة، وربع خمدة، وخارج نطاق التغطية، ومسطول، ومحشش، وصرعه القات".
بالعودة إلى الطماطم التي انتقلت من بسطات الأسواق إلى السراية الصفراء، ورغم أن المثل يقول " إذا غابت الطماطم العبي يا صلصة " لم تستطع الصلصة أن تسد فراغ الطماطم، خصوصاً في شعب مدمن على " السحاوق "، زد على ذلك أن طبق السلطة بدون شرائح الطماطم، مثل الصلاة بغير وضوء.
تخرج من البيت وزوجتك تهتف فيك: " لا ترجع البيت إلا وفي يدك طماطم "، تماماً مثلما يهتف مدير المدرسة في الطالب المهمل: " لا تدخل المدرسة إلا بولي أمرك "، ترجع إلى البيت ومعك ربع كيلو طماطم اخضر فتقولك: " ما لهن محمرات زيادة وكأنهن خايسات ؟"، تقولها: " انا اشتريتهن من السوق وهن خضر أول ماشافينك حمرين من الفجيعة ".
العجيب أنه عندما تكون الطماطم عاقلة وبورة والسلة بمائتين ريال، تقولك زوجتك: " اشتري صلصة، الفول يطلع أحسن بالصلصة ". " الطماط يشتي غسل وتنظيف وتقطيع وعصر وسحق وأنا مسوية ريجيم من أي شيء متعب".
وعندما تجنن الطماطم وتصبح السلة بثمانية آلاف تقولك: " حرام وطماط ما دخلت البيت إلا بطماط ".
وإذا روحت معك صلصة: " ثكلتك أمك يا بعلي، اصبأت عن طماط آبائنا وسحاوق أجدادنا واتبعت الصلصة الجديدة،  تالله لأجعلن حياتك صلصة صيني من غير حوائج..".
وصدق الشاعر حين قال: " ألا ليت الطماط يعود يوماً لنخبره بما فعلت الصلصة".
ويقول المثل: " يا طماط اليوم بفلوس بكرة يكون ببلاش".
و " إذا حبيبك طماط خلي منه شويه سحاوق للسلتة".
ويا محبي النبي صلوا عليه ...
قبل فوات الأوان: 
 رسالة حب كتبتها الدكتورة سامية العمودي لكل النساء: " حتى لا تقعي في المعاناة مثلي، حتى لا تفقدي شعرك، حتى لا تفقدي ثديك، حتى لا تقضي وقتك في المشافي، حتى لا نرحل عن الأهل والأحبة ونترك طفلا أو طفلة.. فقط لأننا لم ندرك أهمية الفحص المبكر ... لا تنسي الفحص المبكر، الفحص قبل فوات الأوان ".
سرطان الثدي يمثل 16% من حالات السرطان الموجودة في اليمن والطريق الوحيد للنجاة منه هو الفحص المبكر.