ليس عيباً أن نخطئ وإنما العيب أن نستمر في الخطأ ولا نتراجع عنه أو نعتذر، ولأني بشر ولست ملاكاً أقع في الخطأ أحياناً وأُغضب البعض مني دون قصد، فعلى سبيل المثال لا الحصر كنت قد كتبت موضوعاً عن غياب الرقابة والفوضى الحاصلة في الشوارع من جراء التجاوزات والاختصارات للطرق، إلى هنا كل شيء تمام ولكن الخطأ الذي وقعت فيه هو أني أغفلت دور رجال المرور الذين بالفعل يبذلون قصارى جهدهم من أجل تنظيم عملية المرور، ولكن دون فائدة، فالكل يصر على المخالفة والتجاوز والاختصار للطرق.
وقد شاهدت بأم عيني المجهود الجبار الذي يقوم به رجال المرور من أجل المحافظة على النظام، يكفي أنهم متواجدون في الطرقات في ظل الظروف الراهنة.
لذلك أعتذر للأبطال القابعين تحت الشمس ويبذلون أقصى ما لديهم من أجل تثبيت النظام المروري.
وعلى فكرة أنا عندما أتحدث عن الفوضى كنت أقصد المواطنين الغير متعاونين مع رجال المرور الذين يصرون على ارتكاب المخالفات.
أما الموضوع الآخر الذي أود أن اطرحه في عمودي لليوم هو مسألة الكهرباء، فمنذ يومين كنا قد بدأنا ننعم بحياة هانئة سعيدة وبدأنا نشعر ونحس بالأجواء الرمضانية في ظل وجود التيار الكهربائي، وبالأمس جاءنا ضيوف وكنا نتحدث عن هذا الموضوع وحمدنا الله على ذلك، ولكن ما إن فرغنا من حديثنا حتى انقطع التيار الكهربائي وفجأة أصبنا جميعاً بخيبة أمل كبيرة.
وطبعاً، طالما قد بدأ الانقطاع لن يتوقف وهذا ما حصل بالفعل، فقد عادت الانقطاعات إلى سابق عهدها والحجة "كذبة مأرب"، نعم أسميها كذلك، فمحطة مأرب أصبحت الكذبة التي يكذبونها علينا حتى ينقطع التيار، فإلى متى ستظل هذه الكذبة؟.
بالله عليكم ألا تعلمون أننا في الشهر الفضيل والحرارة مرتفعة والأجواء ككل خانقة؟، فلماذا الإصرار على خنقنا أكثر وأكثر؟ فالبنزين غير متوفر حتى نستطيع أن نشغل المولدات، وإن وجد فهو لازال بسعره الخيالي؟ ارحمونا يا عالم، اجعلوا رمضان يمر على خير وسلام، دعونا نصوم هذا الشهر الفضيل دون أن نجرح صيامنا بالسب والشتم، أجل نجرح صيامنا، فما إن تنطفئ الكهرباء حتى نبدأ بالسب وإلقاء الشتائم وهذا أمر خارج عن الإرادة، فالصائم كما تعلمون سريع الغضب ومن أتفه الأمور، وانقطاع الكهرباء بصورة مستمرة ولعدة ساعات يفقدنا الصبر وبالتالي تخرج الأمور عن سيطرتنا.
لذا، إذا تكرمتم دعونا نكمل صيامنا وأعيدوا لنا التيار الكهربائي وتذكروا أننا في شهر الخير والمحبة والتسامح.. ورمضان كريم.
كروان عبد الهادي الشرجبي
رمضان والظلام 2240