;
علي الربيعي
علي الربيعي

رمضان في جمهورية الظلام 1998

2011-08-17 03:57:47


لم يعد لدى جمهوريتنا من شهرة أو صفة أو ميزة بين الأمم، فقد كنا نتمنى أن ننظم إلى قائمة جمهوريات الموز عندما كانت أبين بموزها المتميز والجيد في إطار الجمهورية، ولكنها سقطت الأمنية وفقدنا صفة التميز عندما تحولت وعاصمتها زنجبار إلى عاصمة للإمارة الإسلامية وكما سقطت قبلها الأمنية في مزارع تهامة المملوكة لزعماء العصابات والمافيا.. ولا يمكن أن نسميها جمهورية البن رغم شهرة وجودة البن اليمني، لأن البرازيل والحبشة وبعض جمهوريات أفريقيا اهتموا بالبن وزراعته بينما في اليمن تدخل شجرة البن مرحلة الانقراض وتزامل الديناصورات في هذا الجانب بسبب السياسة الحكيمة والرشيدة التي اعتمدت على أساس دعم المنتج الوطني ومحاربة المستورد..
ولو سميناها جمهورية الحضارة فإن الحضارة اندثرت وسحبها سيل العرم ولم يبق منها إلا بعض الحجارة التي لم تجد حتى العناية بها وإعادة بناء سد على يد أحد المحسنين كما هو الحال البحث عن المحسنين في رحلة التسول المتعدد والمفرط .. نسميها جمهورية الفساد ربما يكون الاسم هو الأقرب والأنسب لها، خصوصاً وأن شواهده كثيرة بين القصور والفلل والأرصدة ورغم المنطق المصاحب لهذا الاسم إلا أنه لا يليق بجمهوريتنا العظيمة ولن يلفت العالم إلا إذا شاهد هذا العالم مأساته من خلال حياة أبناءه والوضع الذي وصلوا إليه..
بصراحة البحث عن التسمية يصيب الإنسان بالصداع والدوار، لأنه لا يجد اسماً يلخص المنجزات العظيمة التي يحتفل بها الوطن طولاً وعرضاً، فرأيت أن أقترح على المهتمين بالوطن الذين يحبونه لدرجة تجاوزت مراحل الحب القاتل بمراحل وهو ما يتم توزيعه في كل ربوع الوطن وعلى كل الصعد الاقتصادية والسياسية.
فكرت اقتراح إقامة مسابقة لاختيار اسم يميز الجمهورية العظيمة وترصد لهذه المسابقة جائزة تليق بالمنجزات تكون أغلى من جائزة نوبل والسعفة الذهبية أو حتى جوائز كأس العالم لكرة القدم، تمنح من خلالها جائزتين الأولى لمن سيقدم أجمل وأروع نموذج نرفعه كشعار نضيفه إلى العلم ونرفعه على المؤسسات ونضعه على طوابع بريدنا والثاني لمن سيقدم أجمل اسم أو ميزة نضيفها إلى اسم جمهوريتنا ونتميز بها .. فاليمن تستحق كثرة المسابقات والجوائز كما هو الحال مع كثرة المقاولات والصفقات التي تتوالد توالد الديدان وتتقلب من الظاهر إلى الباطن والعكس, إلا أن ما يقلق أن الأمر سيطول وستأخذ المنافسة وقتاً كثيراً بحسب الروتين المعتاد الذي يتطلبه نقل ملكية أرضية أو تغيير مهنة على بطاقة أو جواز وأكثر من ذلك الخوف من دخول السماسرة على الخط، فهؤلاء لا يمكن الفرار منهم، لأن وراءهم ومعهم ستدخل الشخصيات التي تضع الشروط لإقامة المسابقة ولو لشعار للوطن والتي سيكون أقلها التقاسم مع الفائز والذي يمكن يفوز حتى وإن لم يشترك في المسابقة ..
وجدت أخيراً بعد أن أصابني الصداع ومعي صدع القارئ الكريم أنه لا بد من وضع حدٍ لكل هذه الأفكار وبعد التأمل العميق قررت أن أختصر الزمن والجهد حتى وإن لم أحصل على مقابل، فهذا لا يهم وإن كنت أخاف أن أعاقب لأني سأقدم حلولاً ومقترحات مجانية لن تستفيد منها الشلة مادياً.. فرأيت أن نضيف إلى العلم شعار الفانوس بدل النجمة أو النسر وبهذا نكون وضعنا الشعار المناسب في الزمن المناسب , يدل على موقعنا بين الأمم والشعوب وخير دليل على النور المشع الذي نقدمه للعالم من خلال الظلام , أما الجمهورية، فتستحق منحها اسم جمهورية الظلام عن جدارة ولا يمكن لأحد أن ينافسنا عليها وبهذا نتحدى كل الأمم والشعوب الذين لا يستطيعون العيش في لياليهم إلا عن طريق الكهرباء والضياء، أما نحن فقد تطورنا وننافس البوم والخفاش في حياتنا ومزيداً من التقدم وتحيا جمهورية الظلام التقدمية العظمى.
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد