موضوعنا اليوم هو موضوع مهم جداً ومليئ بالواقعية أي لا يمكن لأحدنا في اليمن إنكاره ولكننا نسكت عنه ونتجاهله وقد نتجاهله عمداً أحياناً ، هل تعرفون لماذا نتعمد تجاهله قبل هذه الظاهرة الخطيرة والمتفشية في مجتمعنا في بلادنا الغنية بثرواتها والفقيرة بشعبها ، نعم نحن أوجدنا هذه الظاهرة لإن الكثيرين منا مما رسونها دائما وقد تكون عند الأغلبية كروتين يومي ، ويعتبرها الكثيرون مصدر رزقهم الحرام ، إن هذه الظاهرة هي ظاهرة الرشوة وهل تعرفون ما هي الرشوة ؟ هي دفع المال مقابل قضاء مصلحة ويجب على المسؤل عنها قضاؤها بدونه .
ويشتد التحريم أن كان الغرض من دفع هذا المال إبطال حق أو إحقاق باطل أوظلماً لأحد وحكمها في ديننا الحنيف الطاهر من كبائر الذنوب .
ولها عدة صور في عصرنا أو مجتمعنا الحالي ، كدفع مال للقاضي لتغيير الحكم لصالح الراشي ظلماً وهذه كارثة لا يمكن وصفها بالكبيرة لإنها أعظم من كبيرة، فإذا صار حاميها حراميها أقرأ على الشعب والعدل الفاتحة، لإن القاضي والحاكم هو أخر أمل ووسيلة للمظلوم لإنصافه من الظالمين ، ومن صور الرشوة أيضاً دفع مبلغ لأحد الموظفين لإنجاز معاملة معينة هي أصلاً من واجبات وظيفته .
وهذا هو ما يحدث حالياً في كل المؤسسات والإدارات والمراكز الحكومية للإسف ، ومن صور الرشوة دفع المال للمرور لمنع تحرير مخالفة للسائق ، وأيضاً إعطاء الطبيب مالاً لعمل شهادة صحية غير مستحقة ، أو تسريب المعلم للإمتحانات في مقابل مبلغ من المال أو انجاح الطالب أو الطالبة مقابل قذارة معينة من المال ولكن هذه الصور كلها تهون إلا المهزلة والبيع والشراء في حدود الله تعالى كشهادة الزور وبيع الذمم، بل بعضهم قد يمكن يبيع ذمته قبلية أي عصبية أخي العزيز هناك العديد والكثير من صور الرشوة وقد لا تكفينا الهكتارات من مساحات الورق لطي هذه الصور السخيفة والطرق والأساليب الجديدة للرشوة، انا لا أقيم هذه اللعنة بأكبرمن حجمها كما يقول الكثيرون ، بل أصفها بالمنحطة فهي لعنة قد لا يعي ولا يدرك الكثيرون خطرها وعقوبتها في الدين الإسلامي الطاهر وما قد تسببه من إنحطاط إخلاقي ونحن اصحاب الأخلاق ... فالله المستعان با أخوان ومن باب التحريم إذا كنتم تجهلون بأبناء الإسلام ولا اعتقدكم تجهلون قول سيد الأخلاق وقدوة المسلمين محمد صلى الله عليه وسلم ( الراشي والمرتشي في النار ) .
فأين نحن الآن من الأخلاق وأين نحن من النار، بل أين نحن من الأجيال القادمة التي سوف تحذو حذو ابائهم وأجدادهم ومسؤليهم وحكامهم، فالحكمة تقول ( الناس على دين ملوكهم ) .
وأختم مقالي بقول الشاعر في الأخلاق :-
وإذا أصيب القوم في أخلاقهم
إصلاح أمرك للأخلاق مرجعة
فأقم عليهم مأتماً وعويلا
فقوم النفس بالأخلاق تستقم
رمزي المضرحي
حق ابن هادي ... إجهاض للأخلاق ومحق للأرزاق . 2080