لو اجتهد أهل الخير في توسيع مساحات الخير، ونشر تعاليم الدين، الدين الذي رفض الظلم، ويحارب الظالمين، ويوجب على أهله القتال لنصرة المظلومين، وتحركوا في تعليم الناس واجباتهم الشرعية التي تقتضي تكاتف الجهود لتحقيق العدل وإزالة المظالم، ولكن كسل أهل الخير في التعريف بالدين، وتعليم الناس واجباتهم الشرعية، جعل الظلمة يتبجحون، ويصبحون أصحاب الأمر والنهي، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وأصبح الرجل التافه من الرويبضات، يتحدث في شئون العامة، قال رسول الله "سيأتي على الناس سنوات خداعات، يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة" قيل: وما الرويبضة ؟ قال: "الرجل التافه يتكلم في أمر العامة"([1])، كل هذا يوجب وعيا بضرورة إحياء الخطاب الديني ليقوم بنشاطه التبصيري بأمور الدين في كافة المجالات ليظهر دين الله على الدين كله.
([1]) رواه أحمد وابن ماجه والحاكم . وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم 3650.
د. محمد عبدالله الحاوري
زمن الرويبضة 2500