فرصة العمر التي طالما مر طيفها في أحلام يقظتنا هاهي تمنح لنا من جديد والصفحة البيضاء التي تمنيناها أن تفتح في سجل أعمارنا هاهي مفتوحة خصيصا
من أجلنا وبأسمائنا ندرك أن كل الألوان جميلة ولكن للنور لوناً أجمل وأن كل حلل الملوك قشيبة لكن حلة الإيمان أثمن وندرك أن لكل نور من الشعور إحساس ونبض ومعنى، لكن مشاعر المؤمن خلال رمضان تفوق كل معنى ولهذا نخفق حباً كلما لاح هلاله وتغمرنا نشوة الفرح كلما ذكر اسمه الغالي.
هانحن نحيا اليوم منتصف الشهر الفضيل الذي أقتحم القلوب والجوارح ليعلقها برب البريات ويزهدها في الدنيا وما فيها من شهوات، شهر جاء ومعه من الماء النقي ليغسل الأوزار والمعاصي والذنوب التي بها فسدت الجوارح وقتلت القلوب، هو ضيف من تركه بدون تكريم ولاحسن ضيافة خسر وخاب وندم وظل في غياهب الظلم والظلمات ومن أحسن ضيافته فلح وأدرك النجاح وسار على درب الصالحين وأشعل نوراً في قلبه، هذا الضيف هو رمضان جاء بطلعة الوليد الوسيم بشير الخير العميم شهر رمضان وتنزيل أنوار القران وشذا نفحات الجنان وواحة الاسترواح في صحراء العام وراحة الأرواح بالصلاة والصيام والقيام.
رمضان موسم الطاعات والفوز بالدرجات والحصول على الحسنات والرفعة في أعلى الدرجات والقرب من رب الأرض والسماوات، فاهلاً بمجالسة القرآن كلام الرحمن لنتشبه بالملائكة بالصيام عن كل مايفطر الإنسان لنكون بجوار الرسول العدنان محمد عليه الصلاة والسلام فمرحباً بك يارمضان، فنعم الضيف أنت يارمضان، رمضان الذي ينادي علينا كل عام بلسان الحال قائلاً أنا رمضان مزرعة العباد لتطهير القلوب من الفساد فأدي حقوقه قولاً وفعلاً وزادك فاتخذه للمعاد فمن زرع الحصاد وما سقاها تأوه نادما يوم الحصاد إنه الشهر الذي تضاعف فيه الحسنات وتقبل فيه الطيبات ويعفي فيه عمل مامضى من الذنوب والسيئات إذا أقبل أقبلنا على الله بأيدي متوضئة طاهرة وقلوب عامرة بذكر الله والدعوات ماذا يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قدوم شهر رمضان.
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "أتاكم شهر رمضان شهر بركة فيه خير يغشيكم الله فينزل الرحمة ويحط فيه الخطايا ويستجيب فيه الدعاء ينظر الله إلى تنافسكم ويباهي بكم ملائكته فأروا الله من أنفسكم خيرا فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله عزوجل الإبتهاج" ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يبشر أصحابه بمجيء شهر رمضان فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو يبشر أصحابه "قد جاءكم رمضان شهر مبارك كتب الله عليكم صيامه يفتح فيه أبواب الجنة ويغلق أبواب الجحيم وتغل فيه الشياطين فيه ليلة خير من الف شهر من حرم خيرها فقد حرم" وقد كان سلفنا الصالح من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين لهم بإحسان يهتمون بشهر رمضان ويفرحون بقدومه وأي فرح أعظم من الإخبار بقرب رمضان موسم الخير وتنزل الرحمات؟!.
كل عام وأنتم إخوتي إلى الله أقرب، تحية معطرة بذكر الله بنفحات شهر القرآن شهر الله المعظم رمضان المبارك.
وئام الصوفي
أقبلت شذا نفحات الجنان فتنسموها 1822