على رأي الشاعرة الكبيرة سميرة بنت توفيق: "طفوا على حارتنا.. يا عيوني، وشفتك واقف في الطابور.. يا عيوني، عينك على شمعتنا، والا عينك عالماطور".
وياسلام لما تسمع ابن عبدالوهاب: "يا ماطور قولي رايح على فين ؟
ومافيش احسن من الغناء البلدي:" كلا معه ماطور وانا معي شمعة ".
عادك لما تسمع سعد الصغير:" الحطب، الحطب، الحطب ... يابس ، ...
وياسلام على سيمفونية الرومانسية: " يا ماطور المواطير عالضيعة القريبة خذ لي بدربك الماطور واعطي لحبيبي ".
والا العندليب الاسمر:" أي شمعة حب لا لا لا... عايشين سنين طفي لا عرفنا يوم لصي، ولاشمع ولافانوس...".
أما إذا قدر الله ومرضت هذه الايام واسعفوك مستشفى خاص فالأغنية المفضلة لك:" هل رأى الطب سكارى مثلنا ؟!!".
أما أحلى أغنية على متهبشي الأراضي فهي :" أيها الباسطون فوق التراب ".
أما إذا أنت تحب الغناء الشبابي فعليك وعلى ننوسة :" أطوبر ، أسوبر يا يقولي أنا تغيرت عليه ..".
ويا عيني على الغناء لما يكون فيه حوار : "جوب الشمع قال الشمع ليش أنت طافي ؟
اتصل بالمطافي، مصنعي في سويسرا وانت ماطور صيني، أنت ماطور صيني ..
وكما قال الشاعر الطفران: " لا تقهرني ولا أقهرك، الزمن سوبرني وسوبرك، شفت الغلاء راكب طائرة نفاثة عرفت أن النحس مكتسب ماهوش وراثة، وخصوصاً أن الدبة الغاز اللي كانت بأربعين ريالاً أصبحت بثلاثة، شوفوا المواطن وحالته، واعملوا من أجل راحته، وكلا يغني على ليلى وليلى ساكتة، واللي ما ينفع أمه ما ينفع خالته".
أنا المواطن الذي تجرعت الجرعات وتأوهت من معاناتي الآهات، فبنيت من عرقي الثروات وعليت العمارات وامتلكت السيارات وملأت جيوبك بالدولارات ودرست عيالك في أرقى الجامعات وقضيت إجازاتك بين القارات، وأنا أحمل معولي وأنتظر في الجولات بحثاً عن عمل يوفر لي ما أعول به أولادي والبنات.
أين سار وجهك ذي طبعته، ووعدك ذي وعدته، وقسمك ذي أقسمته!؟ أين سار كلامك الزبدة يا مرتاح!؟ ما أسرع ساح! لا حصلنا بنية تحتية ولا محشية، لم نجد سوى بنية "فوقية"، والأكل بالعشر والعشرين، وطاح ضمارك يا صابر.
اللي فينا يكفينا واللي فينا فينا ولو حجينا وجينا، وذا حالي ومحتالي، وايش يعمل الترقيع في الثوب البالي؟! ولوشي شمس كانها من أمس، ولو كنا بنزرع كل يوم لأكلنا كل يوم، أصبحنا أفلس من يهودي في نهار السبت وميزانيتنا أنظف من الصيني بعد غسله.
سأحكي لك حكاية يا سيدي عل ضميرك يصحو وتشعر بما يشعر به البؤساء في هذا البلد المغلوب على أمره :يُحكى أن "المهاتما غانـدي" كان يجري بسرعة ليلحق بقطار وعند صعوده سقطت من قدمـه إحدى فردتي حذائه فما كان منه إلا خلع الفردة الثانية ورماها بجوار الفردة الأولى على سكة القطار.. فتعجب أصدقاؤه! وسألوه: "ما حملك على ما فعلت! لماذا رميت فردة الحذاء الأخرى؟" ، فقال غاندي: "أحببت للفقير الذي يجد الحذاء أن يجد فردتين فيستطيع الانتفاع بهما؛ فلو وجد فردة واحدة فلن تفيده ولن أستفيد أنــا منها".
أحمد غراب
طفوا على حارتنا 2354