أشتي اعرف المختصين في غرفة عمليات "طفي لصي" - التحكم في الكهرباء- بأيش من قات بيخزنوا؟! الشيء اللي أنا متأكد منه أنهم يخزنوا بقات "بايت" كان يفذح به جدنا "حمير"، والشيء الأكيد إن من لم يلعب زمان "أتاري" يلعب بنا اليوم "طفي لصي".
والظاهر إن عمل غرفة التحكم في الكهرباء لا يتم وفق أي جدول أو برنامج، بل يتم بطريقة عشوائية يعني الموظف المختص بـ"طفي لصي" يجلس يلعب طير فلس أو "حجرة بجرة.. طفي لذا.. لصي لذاك" يولعوا لهذه الحارة ساعتين ويطفوا على تلك الحارة سبع ساعات وكل من وحظه، بل أن هناك شوارع تجلس فيها الكهرباء من يومين إلى ثلاثة أيام وهي لا ترى النور حتى يضج الناس وتتداعى الاتصالات بالمسؤولين عندها يولعوا الكهرباء ساعة بالكثير ويطفوها.
اعرف أن موضوع "طفي لصي" هذا أكبر من وزارة الكهرباء بأكملها وأنها شاهد ما شافش حاجة، لكن هناك خلل في توزيع ساعات "طفي لصي" في غرفة التحكم، ولا اعرف هل هذا الخلل ناتج عن تدخل الواسطات، أم أن هناك خارطة مسبقة تذهب إلى غرفة التحكم طفوا على ذاك الشارع وولعوا لذا الشارع ، زيدوا هذا ، ونقصوا هذاك ، هذولا من أُمنا ، وذولاك على خالة.
ولا استبعد بأي حال أن تكون عمليات الانطفاءات ناتجة عن مؤامرة بين تجارة المواطير وحكومة "طفي لصي"، فكل شيء معقول في هذه البلاد والحكمة تقول: إن المليارات التي يحصدها تجارة المواطير بسبب الانطفاءات الكهربائية قد تتراجع في حال لصت الكهرباء، وبالتالي فهناك مافيا مستفيدة من الانطفاءات الكهربائية، كانت في وقت سابق متمثلة بمهربي الديزل والمستفيدين من المليون والنصف الدولار التي كانت تنفقها الحكومة يومياً في شراء الديزل للكهرباء بما يمثل ربع الميزانية اليمنية.
والكرة اليوم في ملعب تجارة المواطير والشمع، فالزحمة على المواطير فاقت الزحمة على محلات السمبوسة والرواني والشعوبية والشعير في رمضان.
"عبّي ، غطّي":
لا يعلم إلا الله ما هي قصتنا مع التغطية في هذه البلاد ، الخطوط مشبوكة ببعضها تتصل بخالك يجاوبك عشماوي، يا دوب تقول الوه ينقطع الخط، بالكاد تمسك الخط يعني تضرب الرقم وتروح تدي حبل علشان تمسك الخط وكأنه طلي أو ثور وخايف لا يهرب عليك، فما هي قصة التغطية في بلادنا؟.
خلال الفترة الأخيرة ولعت أسعار الاتصالات والكروت بشكل مريب مع إن ضمارهم كله هواء ومع ذلك مصممين يخلسوا جلد هذا الشعب حتى في مجال التواصل، هذه الأيام الكرت يطير بسرعة البرق وكأن هناك جن يتصلوا بالكرت الذي تشحن به تلفونك، يا دوب شحنت رصيدك مكالمتين ثلاث ويقولك رصيدك خلص، مكالمتك محدودة الاتصال، لا يمكنك إجراء مكالمة، أيش الحكاية؟ والله لو فيه شعب مفتح إننا بنسوي يوم أو حتى أسبوع لمقاطعة الكروت والاتصالات بجميع أشكالها وألوانها حتى يشعروا بنا ويسووا لنا تخفيضات، خصوصاً وأننا في شهر كريم وفي وضع استثنائي يجعل التواصل غاية إنسانية تستحق من شركات الاتصالات أن تخفض لجمهورها، وليس ضروري أن يكون الجمهور هو الذي يسدد تكلفة الإعلانات التي تستهلكها بالملايين والمليارات من خلال رفع تعرفة معينة.
أحمد غراب
طفّي ، لصّي.. عبّي ، غطّي 2303