في هذا الشهر الفضيل الذي يأتينا كريماً ويرحل عزيزاً مسرعاً، كنت قد نويت أن أخصص كتاباتي في مواضيع تخص هذا الشهر وبدأت بالفعل.
واليوم أتراجع عن القرار الذي اتخذته، فالمسألة ليست بيدي، فما يحدث لنا كان السبب وراء تراجعي. فمنذ اليوم الأول في هذا الشهر والانقطاعات الغير عادية للتيار الكهربائي قد بدأت.
تتسألون لماذا لم أكتب منذ ذلك اليوم؟!
السبب عزيزي القارئ هو أنني قد سمعت في إذاعتنا الرسمية "عدن" وبصوت الأستاذ/ جهاد لطفي في اليوم الأول من رمضان أعلاناً مفادة بأن علينا التحلي بالصبر لأن محطة مأرب حصل فيها ما حصل وأن العمل جار لإصلاح الأضرار وأن الانقطاعات ستكون للمناطق التي تغذيها، فقلت في قرارة نفسي نحن بعيدون ولن نتأثر بذلك وما إن أكلمت جملتي حتى انقطعت الكهرباء وهكذا بدأت المعاناة من انقطاع التيار الكهربائي.
والمشكلة أن الجمهورية اليمنية بأكملها تعاني من هذه الانقطاعات المتكررة والممتدة لساعات طويلة تصل إلى "6" ساعات أو "8" ساعات في اليوم، تخيلوا كهرباء تنقطع كل هذا الوقت، وفي شهر رمضان والدنيا حر؟!.
إن المناطق الساحلية هي الأكثر تضرراً من جراء هذه الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي إذ أنها ذات أجواء صيفية طوال السنة، أما المناطق الجبلية فلا تؤثر هذا الانقاطاعات الكثيرة نتيجة الأجواء البادرة.
ففي ثاني أيام رمضان الفضيل توفت امرأة أعرفها جيداً بسبب ارتفاع الضغط لديها، أعلم أن الأعمار بيد الله سبحانه وتعالى ولكن لو لم تنقطع الكهرباء ما كان سيحدث ذلك؟! استغفر الله العظيم والله حرام ما يحدث.
والطامة الكبرى في البنزين فإذا كان متوفراً لكانت الموالدت الكهربائية اشتغلت وخففت عنا ولكن....
عموماً أتضح لي في الأخير بأن الجزء الذي ضرب في المحطة الغازية من مأرب كان يغذي المحافظات الجنوبية!!.
وها نحن نعاني من هذا الانقطاع الغير مبرر والغير منطقي.
وعليه أقول اتقوا الله في هذا الشعب المظلوم معكم! اتقوا الله من هذا الشهر الفضيل! اتقوا الله واجعلوا هذا الشهر يمر بخير سلام!
اتقوا الله نحن مسلمون ولسنا يهوداً حتى نعامل هكذا؟! أين أنت يا عبده الجندي؟ لماذا لم تقل علينا أن نتقي الله في هذا الشعب المغلوب على أمرة في هذا الشهر الكريم؟!.
اتقوا الله في المرضى والأطفال!
اتقوا الله ودعونا نكمل هذا الشهر ونعطيه حقه من العبادة!!
اتقوا الله هذا إذا كنت مسلمون!!
اللهم إني صائم!!.
كروان عبد الهادي الشرجبي
اللهم إني صائم!! 2260