لا صوت يعلو فوق صوت الماطور سوى أصوات المدافع والرشاشات.
الحمدلله أصبحنا متعودين على الظلام، يعني لو تخوض شعوب العالم مسابقة في المشي في الظلام، مؤكد أن الشعب اليمني سيفوز بالماطور الذهبي، زمان كنت كلما تحركت بالظلام أدق رأسي بعرض حائط أو عمود أو أكدف بخشبه أو أدعس فوق بطن أحد أطفالي فيعوي مثل جرو صغير "عوووو" فاضطر إلى الوقوف مكاني وكأنني موميا محنطة، اليوم الحمدلله صرت أمشي في الظلام لا أقول مشية غراب بل مشية طاووس دون أن أصطدم بشيء.
أصبحت كأي مواطن يمني برفسور في علوم طفي ولصي وحاصل على شهادة الزمالة في الشموع مع خبرة تتجاوز عقوداً في الظلام.
ولأننا شعب مطفي فإننا نفرح إذا ولعت لنا الكهرباء ساعة أو ساعتين وكأنها كرامة من الكرامات، وننسى دائماً أن الكهرباء أبسط حقوقنا وأننا نسدد فواتير الظلام.
شيئاً فشيئاً سنشتري كلنا مواطير ونطلّق وزارة الكهرباء لا أقول بالثلاثة بل بالعشرة "روحي وأنتي طفي لصي"
وعلى رأي الشاعر "ماطور في اليد ولا محطة غازية فوق الشجرة"، إذا حبيبك ماطور اشتري له دبة بترول".
اليوم صار أول شرط سيسأله الأب للعريس المتقدم لخطبة ابنته.. معاك ماطور؟ أنا بنتي ما تقبلش أقل من ماطور "ياماها" خمسة كيلو؟!.
المشكلة أنهم عندما يشوفونا وقد اشترينا مواطير سيعدمون الديزل وكأن طفي لصي هذه لعنة تطاردنا أشبه ما تكون بلعنة الفراعنة، يوجد حل وهو أننا نبز المحطة الغازية ونخبيها في أي دولة من دول الجوار أو نجيب فريق من الأمم المتحدة يشرف على المحطة الغازية مثلها مثل الخط الأخضر في لبنان.
الخدمات الأساسية ماء كهرباء.. الخ خط أحمر في جميع دول العالم، لا أحد يقترب منها لأنها أشياًء ثابتة ومقدسة تمثل الشريان الرئيسي للحياة الحيوية اليومية للناس والمجتمع، أما في بلادنا فلا يوجد أي اعتبار لمجتمع أو لحياة، على الأقل اتقوا دعوات الناس في رمضان فو الذي نفسي بيده أنهم يلهجون بدعوات تهد الجبال خصوصا وأنها تخرج من قلوب محترقة بالمعاناة.
ليسوا منا
من غشنا فليس منا، وليس مننا الذي يغشنا ويبيع لنا الدبة الغاز ناقصة وقد أهلك الله أقواماً لأنهم كانوا يخسرون الميزان ولا يوفون الكيل ويوشك الله أن يهلك أولئك الذين يبيعون لنا دبات الغاز بما يقارب 3000 ريال وهي ناقصة الوزن.
رغم أن أبليس مربوط إلا أن جرائم سرقة السيارات زادت بشكل مرعب وخصوصاً في المدن الساحلية مثل الحديدة ربما لأن البلاد فالته، لكن يظل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبنا جميعاً إن أردنا فعلاً أن نخرج ببلادنا إلى شاطئ الأمان
أحمد غراب
شعب في الظلام 2406