- القلب السليم هو الذي سلم من كل شر بدءا بالشرك بالله تعالى ومرورا بالشبهات والشهوات ومن كل خصلة مذمومة في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم كالغل والحقد والحسد والشح والكبر وحب الدنيا والقلب السليم كذلك هو الذي خلص بعبوديته لله تعالى فيعرف حقوق الله عز وجل ويؤديها على أكمل وجه
- القلب السليم عليه المدار يوم القيامة قال تعالى "يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم" الشعراء 88-89
- صلاح هذا العضو يعني صلاح حال العبد وبفساده يفسد، قال صلى الله عليه وسلم "الا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب" البخاري ومسلم
- ولأن ما في القلب لا يطلع عليه أحد سوى الله تعالى كان عمل القلب أفضل من عمل الجوارح، لذا كان الصالحون من سلف الأمة يعتنون بصلاح قلوبهم قبل كل شيء، يقول الحسن البصري أبن آدم لك قول وعمل وعملك أولى بك من قولك ولك سريرة وعلانية وسريرتك أولى بك من علانيتك، ويقول عبدالله بن المبارك، واصفاً حال الإمام مالك ما رأيت أحداً ارتفع مثل مالك ليس له كثير صلاة ولا صيام إلا أن تكون له سريرة.
- وفي شهر رمضان من المناسب تذكير النفس بهذا الأمر العظيم وهو تهيئة القلب ومجاهدته لأن يكون سليماً وليس هذا بالأمر الهين واليسير ولكنه في الوقت ذاته ليس بالمستحيل بل من جاهد قلبه في سبيل الله وصل وانتصر يقول
تعالى "والذين جاهدوا فينا لنهدينم سبلناوإن الله لمع المحسنين" "العنكبوت69"
- فإذا استطاع العبد أن يصل بقلبه إلى درجة القلب السليم أومايقاربه فإنه بذلك يظفر ببركات الشهر الكريم منها أن القلب السليم أقرب من غيره بالمغفرة والرحمة لأن الله عزوجل يطلع على قلوب العباد فأجدر تلك القلوب بمغفرة الله تعالى هي القلوب السليمة ومنها أن صاحب القلب السليم يجد لذة في قلبه لامثيل لها عند تاديته العبادات ومناجاته لرب الأرض والسموات بخلاف أصحاب القلوب الأخرى فإنهم لايجدون تلك اللذه وكذلك يظهر الأثر عند قراءة القرأن الكريم فكل الناس يقرأون القرآن في هذا الشهر ولكنهم ليسوا كلهم ينتفعون منه وينالون من خيراته وبركاته فأصحاب القلوب السليمة لهم شأن مع القرآن الكريم بسبب نقاء قلوبهم وإخلاصهم لله تعالى فهم يقرأون القرآن بتدبر وتفهم وتعقل فيستشعرون بذلك حلاوة القرآن الكريم ومن تلك الآثار أن الناس في رمضان يبحثون عن القلب الرحيم وعن اللسان العفيف وعن اليد الباذلة وعن الوجه الطليق ولاتوجد هذه الصفات مجتمعة إلاعند أصحاب القلوب السليمة ومن ذلك أيضا أن شهر رمضان شهر العتق من النار وأولى الناس بالعتق وأقربهم هم أصحاب القلوب السليمة فالله عزوجل أرحم من أن يدخل النار عبدا سليم القلب نقي السريرة.
وغير ذلك من الخيرات والبركات التي ينالها القلب السليم في هذا الشهر الكريم فهذه دعوة لكي نقضي رمضان والقلوب سليمة نقية لاشرك فيها ولا حقد ولا حسد ولا عداوة ولاخصومة ولا أية آفة من آفات القلوب ومفسدتها، فمن وجد في قلبه شيئاً من ذلك فعليه بالمجاهدة وأجزم أن من أستقبل هذا الشهر الكريم بمثل هذا القلب السليم أنه سيجد شعورا وأثرا لم يجده في حياته قبل ذلك قط.
أسال الله العلي العظيم أن يرزقنا سلامة القلوب وأن يوفقنا إلى طاعة علام الغيوب وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ben71326@gmail.com
وئام الصوفي
رمضان دعوة لصلاح القلوب 1774