;
علي الربيعي
علي الربيعي

جمعة السبعين بين السلام الجمهوري وصور الأمراء‎ 2003

2011-07-31 02:39:31


لا تستغرب، فكل شيء جائز وممكن وغير مستحيل..كل شيء معقول وغير معقول يمكن أن يحدث على ساحة جمعة السبعين , ولا غرابة إذا سمعت عزف السلام الجمهوري وترى أعلاماً في المناسبة ملكية غير أعلام الجمهورية ترفرف على الساحة وفي سمائها وترتفع صور أمراء على هامات المدعين أنهم حماة الثورة والجمهورية.
لا تستغرب فقد ولى زمن الإستغراب واستبدل بزمن اجتماع المتناقضات في يمن ((المخضرية )) تلك المقولة أو التسمية التي كنا نتندر بها كشعب مع المناضل المرحوم المشير السلاسل، منكرين شطط وجنون العقيد الذي دعى يوماً في إحدى زياراته اليمن إلى دمج ومزج ما كان يعرف بالميثاق الوطني بالكتاب الأخضر حتى يشكل ذلك المزيج المرجع الفلسفي والتنظيري للجمهوريتين.
كان حظ المشير وفيراً عندما وافاه الأجل قبل أن يدرك هذا الزمن لأنه لو شاهد ما هو أكثر من المخضرية ما كان له أن يموت تلك الموتة الطبيعية ولكنه سيتجرع السم اختياراً حتى يتخلص من عقدة الجمهورية التي ناضل مع زملائه وكافحوا في سبيل قيامها.
ولأنه لن يرى المخضرية التي سخر منها وازدراها بل سيرى ما هو أسوأ منها وما هو أدهى وأمر , ولن يرى الجمهورية أو الملكية لأن كلاً منهما واضح المعالم وإنما سيتوه في متاهة لا يستطيع وصفها أو تحديد معلمها وربما يردد لا تشلوني ولا تطرحوني لأنه لن يدري أهو في سماء أم في أرض؟.
تندر المشير يومئذ متهكماً على العقيد وساخراً من أفكاره بينما كان طلب العقيد مقارنة بما يحدث اليوم أكثر من طبيعي بين نظامين لا يختلفان إلا في مسمى الجماهيرية والجمهورية.
كان يفترض أن يعزف السلام الوطني للمملكة مع الأعلام الخضراء وصور الأمراء التي تزدان بها الساحة بديلاً عن السلام الجمهوري الذي يشكل عزفه نوعاً من النشاز والتناقض بين الصورة والصوت.
وما كنا نتمنى أن يصل الحال إلى هذا المستوى من الابتذال والمذلة والخزي والهتاف ورفع الأعلام والصور دون مناسبة ترقى إلى هذا الزخم إلا أن كانت المناسبة وصلت مرحلة التوحد بين علمين وشعبين جمعتهما الجغرافيا والتاريخ والمصير المشترك وفرقتهما الظروف الاقتصادية والسياسية وعاثت الأحقاد السياسية فساداً في سماء المودة وعكرت صفو العلاقة وعقمت المودة بينهما ...كنا بحاجة أن ترفع مثل هذه الشعارات والصور عام تسعين قبل وأثناء حرب الخليج الأولى حينما أصيبت السياسة بعمى البصر والبصيرة، فلم ينظر أصحابها كما هي عادتهم أو يروا أو يراعوا مصالح الشعب آنذاك قبل انخراطهم في معمعة النزوات والرغبات الفردية والمزاجية فارتكبوا جناية جريمة لا تغتفر في حق هذا الشعب الذي دفع وما زال يدفع فاتورة ينوء كاهله عن حملها اقتصاداً وفقراً وبطالةً وتأزماً، بل وصل به الحال، دفع أغلى من الفاتورة حينما وصل مرحلة المذلة والإهانة التي يتعرض خلالها أبناؤه لها كل يوم على حدود ما كانت تشكل قبل ذلك حاجزاً أ مانعاً أمامهم.
كان الأجدر بالساسة الذين يتحكمون بهذا القطيع أن يوجهوه نحو الصواب بدل رمي الحجارة على أحواش بعض السفارات آنذاك ورفع الأعلام والصور التي ترفع اليوم دون معنى و فائدة للتأييد والتأكيد على موقف الجار الذي لا يتخلى عن جاره لحظة مدلهمات الأخطار بدل الخوض في جدال الحمقى وفلسفات المغفلين ونقاشات اللي ما كان في الخاطر ولا كان في النية ..كان الموقف يومذاك يستحق أو يتطلب رفع هذه الرايات والصور حتى من باب جلب المصلحة أو دفع المضرة والمفسدة إذا لم تكن الساسة أو السياسيون مؤمنين ومقتنعين بصواب الموقف ومصلحة الوطن وهو ما كان سيضع الجيران الذين نستجدي اليوم بعض رضاهم أمام موقف مفحم ومقنع أنه :

 أخاك أخاك إن من لا أخاً له ** كساع إلى الهيجاء بغير سلاح ِ

كان الموقف يستحق التنازل عن بعض الكبرياء الأثيم والتعصب الأعمى والأهوج والتخلي عن تقمص دور البطولة من أجل عيون الملايين الذين قتلهم وأتعبهم وضنك عيشهم وافقدهم صواب التفكير جور القرارات الخاطئة التي ووجهت بردات الفعل قانون أرشميدس لكل فعل رد فعل بل تجاوزت ردات الفعل القانون فكانت أكثر تطرفاً وحده لأنها لم تصب الساسة بل أفادتهم وأضرت بالمواطن والوطن , وأفقدت الكثيرين منهم وبعضهم الإحساس وهو ما يشاهد على هؤلاء من سوء حال وكأنهم سكارى وما هم بسكارى يتفون هي على المذلة ومزيداً من الشقاء وربما يستجدون دعوات عصاة الأجداد ((ربنا باعد بين أسفارنا)) وإلى جمعة من الصور والاستجداء وكل جمعة واليمن في مذلة وانكسار .

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد