يهل علينا غداّ شهر رمضان الفضيل، ولا يزال مسلسل "طفي لصي" مستمراً عرضه، حصرياً في اليمن ويزداد إثارة في شهر رمضان المبارك، حيث يصادف عرضه وقت أذان الإفطار ويعاد مع السحور ويمكن إعادته طوال اليوم ويستقبل عرض المسلسل المواطنون بكل ترقب، وهم يتصببون عرقاً، خاصة في المدن الحارة والجميع يتساءل: هل هناك نهاية لهذا المسلسل أم كتبت علينا مشاهدته طوال حياتنا؟.
متى نرى دولة قادرة على رفع المعاناة عن كاهل هذا الشعب الطيب الصبور؟ ومتى نحتفل باليمن بمناسبة عدم انطفاء الكهرباء ونلمس ذلك في مشاريع ومحطات توليد الطاقة الكهربائية في كل المدن اليمنية وليس مشاريع وخطط وبروتوكولات على الورق؟، متى نرى وزراء أفعال لا وزراء أقوال ويتحقق حلمنا في يمن بدون انقطاعات "قولوا يارب"؟.
وللمرة المائة يطالعنا المصدر المسؤول عن تعرض المحطة لإطلاق نار كثيف وخروجها عن الجاهزية، فهل إلى هذه الدرجة وصل الاستخفاف بالعقول أو المقصود منه؟، هل هو عقاب جماعي لكل أفراد الشعب؟، فإلى متى سيظل إطلاق النار على المحطة وأنتم لا حول لكم ولا قوة؟ أين الحماية؟ أين البدائل؟ متى سيكون لدينا كهرباء نستمتع بها طوال اليوم كسائر البلدان حتى الصومال لا أظنها تنقطع عندهم مثلنا؟.
ومع كل هذه الانقطاعات الطويلة لازالت تأتي فواتير الكهرباء فوق المعتاد مع أن المفروض من وزارة الكهرباء أن تعفينا من دفعها، فأين هي الكهرباء حتى ندفع فواتيرها؟، لقد أثقلتم كاهل المواطن البسيط، وكل شيء ارتفع سعره من المواد الغذائية حتى الشمع الذي ينير طريقنا وسط هذا الظلام الدامس ارتفع سعره وليس لدى الجميع القدرة على شراء مولدات الكهرباء، وإن استطاعوا فمن أين البترول أو الديزل الذي يتم تشغيلها بواسطته "راعوا الله".
إن معظم المواطنين بدون عمل بسبب ما تمر به بلادنا من أزمة خانقة، لا تزيدوا من معاناته، فكل شيء يرتفع سعره في هذا البلد إلا الإنسان ليس له سعر.
لنرفع أيدينا إلى الله وندعوه أن يرفع عنا هذه الغمة ويعيد لليمن السعيد سعادته وابتسامته، ليبقى يمن الخير والعطاء، يمن المحبة والإخاء، يمن التاريخ والحضارة.
ريما أحمد
مسلسل طفي لصي 2064