إن الأحداث التي ترسمها أقلام الواقع تمنحنا صورة قاتمة عن مستقبل سيء, إن لم يكن كذلك فسيكون أسوأ إذا أستمر الحال كما هو عليه.
فالذي يحدث حالياً بأوساط أبناء الشعب الواحد يجعلنا نطلق عليه تسمية (بَرع تُيوس ومُناطحة ثيران), ربما تكون التسمية غريبة نوعاً ما ولكن هذا ما يحدث بالفعل فلماذا الإستغراب؟
الملاحظ أن البسطاء، قليلي الحيلة لا يملكون سلاحاً وملاذاً للنجاة من الظروف الصعبة سوى (البرَع) على طبول المصلحة فلربما أن الحياة الصعبة تُجبر الأغلبية العظمى إن لم يكن الجميع من هذه الفئة أن يجنبوا أنفسهم المشاكل والمطبات فيجد البسيط نفسه ـ إن صح التعبير ـ (يبترع كالتيس) فيأكل في بيت فلان ويسبه في بيت آخر...ويغني لذاك ويُطبّل للآخر...والمصلحة فوق كل شيء!
بل وتتمثل المشكلة الأعظم في كون المصلحي قد يخسر أخاه لزم في سبيل مصلحته !!
قليلُ جداً ما نجد أشخاصاً تُحكمّهم المبادئ ويعيشون لهدف وعلى إيمان منهم بأن الحق هو المنتصر الوحيد والأخير وإن طال الأمد.
أما ما دون ذلك فالأغلبية العظمى من فئة الأكثر حظاً ومالاً فهم كالثيران عندما تتناطح فتُثار عواطفهم تحت مؤثر مؤقت ما يلبث حتى تزول ثورتهم بمجرد زوال المُسبب (المال أو السلطة)...
قد تشيع العشوائية في تفاصيل الحياة العادية، لكنها لا تصل إلى أن تغزو العقول فتُسرطن الأفكار ببذور المصلحة الزائفة التي إن نبتت فلن تنبت إلا في تربة مغشوشة ووحلة..
الدنيا مصالح...عبارة نسمعها على حافة ألسنة عامة الناس، قد تكون ملموسة إلى درجة الغليان في زمننا الحاضر إلا أن الوسطية والاعتدال في كل الأمور أمر مطلوب، فبين أن يكون الشخص (مصلحياً رقم واحد) بحيث إذا تعارضت المصالح مع الغير سالت الدماء إلى الرُكّب أو أن يكون الشخص (سلبياً) فإن كان له حق مشروع تنازل عنه تجنباً للمشاكل ووجع القلب وحريق الجيب, يقع الحل لجمّة المشاكل...دعونا نبحث عن الوسطية بين هذه وتلك لنسعد براحة البال وهناء العيش.
وبين أن تترك مصيرك على كف عفريت وبين أن ترسمه بيديك باب واحد لن يفتحه سوى مفتاح الوسطية والاعتدال، فالثلج يذوب ولكنه لا يحترق ودع عنك العيش تحت حُكم المصلحة وكُن سيد نفسك.
أحلام المقالح
بَرع تُيوس ومُناطحة ثِيران 2247