المتابع والمشاهد للأحداث التي تجري اليوم بالبلدان العربية وبلادنا إحداها يتيقن أن الشرارة الأولى والمسببة لانطلاق تلك الثورات هي الجبروت الذي استخدمه الزعماء العرب ضد شعوبهم، وبالتأكيد لا تستثنى أي دولة عربية من ذلك الجبروت ، ولكن قد يختلف من دولة إلى أخرى، فجبروت زعيم دولة ما يكمن في كبت الحريات وتكميم الأفواه رغم الرفاهية الاقتصادية للشعب ، وجبروت دولة أخرى يتمثل في زوال الحرية تماماً مع غياب الرفاهية الاقتصادية.
والشعب اليمني مصاب بالنوع الثاني المذكور أعلاه مع أن الكثيرين يظنون أن الحرية في اليمن سقفها السماء ، وهذا غير صحيح ، فعلينا أن نرى نوع الحرية التي نعيشها وكيفيتها؟
عموماً بعض الدول العربية أيدت هذه الثورات والبعض منها تناقضت بتأييدها فجعلت معيار التأييد هو المصلحة الخاصة بها وليس حالة الشعب المغلوب على أمره؟
السعودية كانت إحدى هذه الدول التي تنظر بهذا المنظار ..فكان تأييدها للثورتين الليبية والسورية بقوة بقولها إن القذافي والأسد طغاة ..أتفق معها في هذا المنطق ، مع أن هناك خلافاً سابقاً وحاداً بين تلك الدول وزعمائها وبين السعودية، فهل هذا صحيح أنها تقف مع تلك الشعوب المضطهدة؟!
وما بالها لا تقف مع هذا الشعب الذي فاق الشعبين السابقين بكل جوانب الحياة المتدهورة ، بل وتقف حجر عثر في طريق الثورة ، وتتحدث في الشأن اليمني وكأن اليمن إمارة من إمارات السعودية معللةً تدخلها في شؤوننا الداخلية بأن استقرار وأمن اليمن يهمها وأن هذه أزمة لابد أن تحل.
هكذا خطاب آل سعود جميعا ، الملك والأمير والوزير ، وحتى خطيب الجمعة الذي يصدر وابلاً من الأدعية على القذافي والأسد وبأسلوب سجعي لطيف وبلغة فائقة الإبداع وبحرقة طبقة صوت غاضب ، كل ذلك يلاحق القذافي والأسد ونظامهما ويتضرع لمولاه أن ينجح هاتين الثورتين ، وبعد مضي الوقت المخصص لهذا الدعاء ينتقل ليقل اللهم آمن اليمن، وولي عليهم من أحبوه، عبارة فقط ، وأظنها حتى لم تكن جملة مفيدة ...ألا تستحق الثورة اليمنية أن تكون ثالثة المقام بالدعاء وأن صالح ثالث الطغاة ؟! أم أن ذلك الأمام (خطيب الحرم المكي ) هو من نسل آل سعود؟
شكرًا أيها الشيخ الجليل فقد ضربت لنا مثلاً جميلاً لمن أضاعوا الإسلام ومثلاً آخر لمعنى الحرية في مملكتكم السمحاء..عموماً آآآآآآآآآآآمين.
بسام غبر
الخطيب النصف ثوري 2215