;
أحلام المقالح
أحلام المقالح

كراكيب!! ......... 2231

2011-07-28 02:27:04


قلة من الناس تحتفظ بوجود الأشياء العتيقة (الكراكيب) بأوساط البيت، كونها شيئاً قد مضى وفات، فينتهي بها الأمر عادةً إلى سلة النفايات، ولكن ما يحدث معي في تمسكي بالعتيق ولو كان عقد فُل ذابل أو علبة شوكلاتة فارغة، يجعلني أفكر كثيراً في تحويل غرفتي لمعرض أفتح أبوابه كلما تاقت نفسي للماضي.
شيءٌ ما يشدني عادة لأن أدخل غرفتي وأغلق بابها وأجثم أمام خزانات مكتبي العتيق، القابع في أحد أركان الغرفة لأبحث عن فتات مشاعر وبقايا هواجس، عن همسات أصوت مزروعة في أوساط دفاتر المذكرات وخلف ألبومات الصور وبقايا هدايا قديمة، وتلهث أنفاسي وراءها وفي كل مرة أحن إليها كما لو كانت أول مرة أقرأها وأراها.
تغريني شذى روائحها العطرة التي رافقتني ورافقتها ونشرتها بين الورى وأذعتها, وتحملني آلامها ودموعها، فتمنعني عن وصلها وأمنعها، تجتاحني أعاصيرها وتُقلع بي إلى حيثما كنت، حيث لا تضرني وحشة الوحدة ولا أنسى جليساً التقيته صدفة، أجد ذهني يرسخ بفهم كل كلام تلك "الكراكيب" ومقاصيد عباراتها وأسرار وجودها، فيرتاح ذهني ولا يتشتت ويسكن قلبي ولا يتشرذم وأجد فيها حلاوة وقتي فلا يضيع, لا أجد وسيلة قريبة ألجأ إليها لأهرب من عواصف التفكير وأعاصير الحنين كي أرسو بميناء السكون، فأظل أقلّب صفحاتها وأبحث بين هداياها، فأجد أشخاصاً أهدتها لي شدائدها وألهُ عن أصدقاء رمتها لي نعماؤها , فترتسم على أحداقي بسمة مُثقلة وملامح لأطياف زرتها، فأبعدتني وضيعتني وضيعتُها، ولملمتُ أشتات الجراح ثم رميتُها في أضلعي وطبعتُها، وما قلتُ: "آه" إلا وجاءتني لتكوي بها أحشائي وتلسعني.
تيتمت روحي في علاها، ثم طردتُها وفجعتُها، وانهارت أبراج روائع سحرها وشجونها، فسُرقت البسمة وماتت الحياة.
تجرني أنفاسي بعدها لأن أمسك أحد أقلامها وأنحت عواصفها وموانيها على رقعات بيضاء، فأروي ظمأها وحنيني لها، فأؤمن مؤخراً أن وجود هذه (الكراكيب) في ركن حياتي يُعد نافذة أمل ألجأ إليها وأحن لعبقها كلما غيمت غيوم سوداء على سماء الوجدان، فيحُزّ على نفسي بعدها إهمالها أو نفيها لمجرد أنها بقايا كراكيب.

بالمفتوح:
* في كل مرة تستدعيني الظروف لأن أهجر قلمي وأوراقي، أجد نفسي أمام مدخل لغابة الحياة، فأفتقر لأنيس هجرته بصفعة ألم.
* لا آبه أبداً عندما أجدهم يستمعون لمدحي، فيصدق القليل, ويستمعون لذمي فيصدق الجميع.
* يصعب على الفؤاد أن يشهد تواري جثمان غالٍ شاءت أقدار السماء أن تحرمه رؤيته, لكن الأصعب على العينين أن تشهد تواري جثمان قريب شاء الناس أن تحرمهما رؤيته.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد