;
عصام علي محمد
عصام علي محمد

في جعار.. الموت برخص التراب! 2092

2011-07-27 03:05:55


(1)

إن أردت استكشاف رخص الحياة وسهولة الحصول على الموت فادخل أبين، وإن أردت معرفة طرق الموت توغل سالكاً جهة الشمال نحو جعار، فستدرك أن أيدي الموت تنتشر في جهات المدينة الأربعة، كل شيء هناك ينذر بالموت أو القتل أو باليأس القاتل، لا فرار أو هرب من مأساة يشترك الناس في تقاسم حصصهم منها، مكرهين ومجبرين على التعاطي معها رغم أنوف عزتهم وغصباً عن عين رغبتهم التي لا تتفق مع مشهد يعج بتفاصيل تهدف مجتمعة إلى إذلال السكان وإفراغ إنسانيتهم من محتواها الآدمي أو ما تبقى من آدميتهم؟ .
الموت فيها لم يفرق بين أحجام الأجساد ولم يراع الفوارق السنية، فجميعنا هنا موتى؟
في أبين من لم يمت بالرصاص مات بغيره فالموت شامخاً في الاتجاهات الأربعة والكل ميت أو هالك ومنهم من ينتظر! الكل في جعار همهم متساو في الأضلاع والكل شارف على الهلاك.؟
في أبين لا وقت للبكاء ولا جدوى للتفكير بعد أن أصبح الحليم حيراناً والعاقل جاهلاً!! نعم جاهل حتى يثبت براءته ويفك قيد الإحباط ويقوى على طرد شعور الحسرة الممزوج بالعجز التام والشلل الكلي في أبين أضحت احتمالات الموت ميسرة وفي متناول الجميع !؟
حقيقة ليست للوحة إعلانية لإحدى المشارح، لكنها للأسف المتحجر في مجرى العيش، تجسد واقعاً معاشاً مراً ومؤلماً في جعار كما هي حقيقة ليس منها مفر أو مهرب سوى القبول بالتشرد والسعي المجبر مع الإذلال في أرض الله الواسعة كما فعل بغيرهم.
آخر احتمالات الموت- ولا ندري إن كان آخرها- ظهر في جعار متمثلاً بمرض الإسهال المميت.
احتمالات الموت غدت مهيمنة تجثم على صدر الحاضر وتحاصر بوادر الانبلاج الذي يبشر بقدوم شيء أجمل في هذه المحافظة، فطائر هذه الأمنية يصطدم بسقف الواقع الخشن فيسقط أمام ناظر الكل الذي جعل من نفسه متفرجاً على الرغم من أن بعض هؤلاء المتفرجين يحمل الطابع الرسمي .
وفي ظل استمرار مسلسل إهلاك المواطن وإفراغه حتى من الخوف أوصدت أبواب اللجؤ
وفتحت نوافذ الموت؟ إزاء وضع انعدمت فيه بوادر التحرك الرسمي في ظل الوضع القائم الذي أحال أبين مسرحاً للجريمة، البعض يموت والبعض الآخر يناظر تفاصيل الموت في الهواء الطلق وعدم الخوف من سعير النيران المرسلة عبر القذائف التي لم تترك حارة ولا شارعاً ولا مسكناً إلا ووزعت له نصيبه من الموت والهلع المصحوب بخوف لا حدود لنهايته بعد مبدأه الذي تتعاقب في توزيعه فوهات الأسلحة المتعددة؟

(2)

وفي الأخير بقي وعبر هذه الصحيفة التي فتحت ذراعها لاستقبال معاناة أناس، منهم من هلك ومنهم من ينتظر أن نبدي انزعاجنا من صمت السلطة المحلية التي فتحت أعينها لمعاناة النازحين ولم تنظر ولو شزراً لمعاناة أسر عالقة، محاصرة، إما بالفقر أو المرض وأضحت في وضع لم يتصوره خيال أكثر المتشائمين .
تساؤل يفضح ممارسة الهروب المستمر لبعض قيادة المديرية وسلطتها المحلية والمحافظة ورجال المال والذين فضلوا عدم المساعدة ولو عن بعد.
مفارقة عجيبة وغريبة تدعو للتأمل..!
نقول ذلك بعد أن عشنا وشفنا كيف هي الحالة المزرية التي آلت إليها أبين وانتكس حال من
يعيش فيها الآن منهم من يفتقر إلى أبسط الضمانات الأكيدة للعيش الآمن.
صمت مطبق قاتل تقابل فيه صرخات المواطنين واستنجادا تهم في مديرية خنفر و ما تبقى من أناس بزنجبار التي تصور بعض وسائل الإعلام أن جميع سكان المديريتين أضحوا من النازحين في م/عدن ولا عتب؟.  

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد