عاد رمضان المبارك زائراً كريماً، يغسل ما علق في نفوسنا من أدران الحياة ويملأ أرواحنا بروحانية الإيمان ويذكرنا بعظمة هذا الشهر وفضله على سائر الشهور.
عاد رمضان ليمنحنا فرصة لحياة جديدة، بعيداً عن الأحقاد والضغائن وتنافر النفوس التي تحكمها الأهواء وتحركها الغرائز فضاع التالف واختفت الرحمة في قلوب الناس ويقدم لنا فرصة للتخفيف من أوزارنا وذنوبنا فأوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، فطوبى لمن استغل أيام هذا الشهر ولياليه وحاسب نفسه على ما فرط في حق العباد وخالق العباد
عاد رمضان ليجدد الحياة البالية ويصحو الغافل من غفلته قبل فوات الأوان ويتزود بصالح الأعمال ويتقي الله في كل أعماله وتصرفاته ليغفر له ذنوبه، فهو الرحمة المهداة للعباد من الخالق الرحيم.
عاد رمضان يحمل نفحات وعبق يوم من أيامه المباركات يوم أنزل فيه القرآن هدى للناس أجمعين ونوراً يضيء دياجير الجهل والظلام ويرشدهم إلى صراط مستقيم بلسان عربي مبين تنزل به الروح على قلب الصادق الأمين رسول رب العالمين الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، فما أعظم الخالق وما أعظم رحمته وعطفه بعباده فيمنح العاصي باباً للتوبة ويدعوه ليغفر له إن أراد جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين.
عاد رمضان فماذا أعددنا له؟ وهل سيكون فرصة لتوبة نصوحة لا رياء فيها ولا نفاق أم أن الدنيا بأهوائها ومطامعها وشهواتها أهم وأبقى فلا رحمة ولا تراحم ولا خوف من عذاب يوم عظيم وشهر مبارك وكل عام والجميع بخير مقدماً وكل عام والشعب اليمني الحر بألف خير.
وئام الصوفي
عاد رمضان فماذا أعددنا له؟ 1877