;
خير الله خير الله
خير الله خير الله

ما يجمع عليه السياسيون اليمنيون 2159

2011-07-26 03:31:15


هناك أمران يجمع عليهما السياسيون اليمنيون بغض النظر عن الجهة أو المنطقة التي ينتمون إليها، أكانوا في المعارضة أو من الموالين للرئيس علي عبدالله صالح أو من الذين يقفون في الوسط.
 الأمر الأول هو أن الوضع في البلد في غاية التعقيد وانه يزداد تعقيداً يوماً بعد يوم، الأمر الآخر أن الجميع في أزمة وان ليس هناك من يرى مخرجاً منها، اقلّه في المدى المنظور.
لماذا الوضع في غاية التعقيد؟ الجواب يكمن في أن مشاكل اليمن كثيرة إلى درجة يصعب إحصاؤها، لدى الحديث عن مشاكل اليمن، يحتار المرء من أين يبدأ، هل يبدأ بمدينة صنعاء، إحدى أجمل مدن العالم، المهددة بفقدان الماء في مستقبل قريب؟، أم من زراعة القات ومن النمو السكاني الذي يهدد بزيادة عدد الذين تحت خطّ الفقر؟، هل من مشكلة البطالة في غياب البرامج التعليمية والمدارس اللائقة؟ هل من يوقف زحف التطرف والمتطرفين في غياب ضوابط للجامعات والمدارس الدينية التي تخرج في معظمها أشباه أميين لا علاقة لهم من قريب أو بعيد بما يدور في العالم؟، هؤلاء أخطر بكثير من الأميين نظراً لاعتمادهم على معرفة سطحية بالدين كي يدعون أنهم يعرفون كل شيء عن العالم وعما يدور فيه، إضافة إلى أنهم خبراء في العلوم والاختراعات الطبية.
هناك مشاكل خاصة بالشمال وأخرى بشمال الشمال ومشاكل خاصة بالوسط وأخرى بالجنوب، وهناك ثروة نفطية صغيرة ستنضب قريباً وهناك فوق ذلك كلّه الفقر الزاحف في كل الاتجاهات، الفقر حليف كل أنواع الإرهاب، خصوصاً إرهاب "القاعدة" التي تجد ملاذاً آمناً في الأراضي اليمنية التي يعتبر معظمها خارج سيطرة السلطة المركزية.. هذا عندما كانت تلك السلطة في أوج قوتها ونفوذها!.
من الحوثيين في شمال الشمال، إلى الحراك الجنوبي، مروراً بالمتاريس المقامة داخل صنعاء نفسها وبما تشهده تعز أكبر المدن اليمنية وأكثرها سكاناً في الوسط، يستحيل تحديد ما يعاني منه اليمن، الأمر الوحيد الأكيد أن لا مفرّ من البحث عن مخرج نظراً إلى أن الجميع في أزمة من جهة وان ليس هناك من يمتلك عصاً سحرية من جهة أخرى.
هناك شلل في اليمن وانسداد للأفق السياسي، بقاء الوضع على ما هو عليه سيقود عاجلاً أم آجلاً إلى انفجار داخلي يؤدي إلى تفتيت البلد، من هنا، تبدو الدعوة إلى الحوار في محلها، مثل هذا الحوار ممكن أن يبدأ بمجرد عودة الرئيس علي عبدالله صالح إلى اليمن أواخر هذا الشهر، في حال سمح له وضعه الصحّي بذلك، مثل هذا الحوار يمكن أن يركز على المرحلة الانتقالية، أي كيف تكون هناك مرحلة انتقالية تمهد لانتقال البلد إلى مرحلة جديدة ما دام علي عبدالله صالح أكد انه لا يريد أن يرشح نفسه مرة أخرى وان التوريث ليس وارداً، المهم أن تكون هناك بداية لعملية سياسية تصب في مصلحة الانتقال السلمي للسلطة تفادياً للصوملة، فقد تبين مع مرور الوقت أن لا احد يستطيع أن يلغي أحداً في اليمن وان ثمة حاجة إلى الاحتفاظ بكل ما في المرحلة الماضية من ايجابيات والتخلص من السلبيات التي أدت إلى الانسداد الذي يعاني منه البلد حالياً.
من ايجابيات المرحلة الماضية أن هناك دستوراً معمولاً به وهناك انتخابات نيابية جرت بعد الوحدة ثم بعد حرب صيف العام 1994، هناك تعددية حزبية في اليمن وهناك أحزاب من كل المشارب بعضها ينادي بالانتماء إلى العصر وبعضها الآخر يتمسك بالتخلف، وهناك انتخابات رئاسية جرت في العام 2006 تنافس فيها علي عبدالله صالح مع ممثل للمعارضة اسمه فيصل بن شملان -رحمه الله- كان فيصل بن شملان شخصية محترمة، وعلى الرغم من كلّ ما قيل ويقال عن شوائب تخللت الحملة الانتخابية والانتخابات نفسها، إلا انه لا يمكن تجاهل أن المعارضين قالوا في علي عبدالله صالح ما لم يقله مالك في الخمرة وذلك طوال الحملة الانتخابية وفي الفترة التي تلتها.
الأكيد أن لا عودة إلى الوضع الذي كان سائداً في اليمن طوال السنوات الـ21 الماضية، أي منذ تحقيق الوحدة، ثمة حاجة إلى صيغة جديدة تحافظ على البلد وتأخذ في الاعتبار التنوع اليمني والتناقضات التي كشفتها أحداث السنة الماضية التي توجت بمحاولة انقلابية استهدفت التخلص من علي عبدالله صالح عن طريق القتل بما يذكر باغتيال الرئيس إبراهيم الحمدي في السنة 1977 والرئيس الغشمي في السنة 1978، يذكّر ذلك بما كان يشهده الجنوب من حروب أهلية واغتيالات بالجملة فيما قبل الوحدة.
هناك وضع جديد في اليمن، مثل هذا الوضع يضع البلد عند مفترق طرق، إما استمرار الانسداد السياسي وإما السعي إلى الخروج منه عن طريق الحوار الهادف إلى البحث عن عملية سياسية تصبّ في إيجاد صيغة سياسية تحول دون الصوملة، نعم إن خطر الصوملة حقيقي بعد انفلات الغرائز، من كان يتصوّر أن مدينة تعز المسالمة ستكون مسرحاً لكل هذا العنف الذي لا سابق له في تاريخها؟، كيف ستكون طبيعة الصيغة السياسية الجديدة في اليمن؟ البداية تكون بالإقرار بأن لا بديل من اللامركزية الموسعة إلى ابعد حدود، من الواضح أن لا حلول لمشاكل اليمن كلها، لماذا لا تبحث كل محافظة أو منطقة عن حلول للمشاكل الخاصة بها؟، المهم العودة إلى السياسة، لا بديل من السياسة والحوار في اليمن في حال كان مطلوباً تفادي السقوط في حلقة مفرغة هي حلقة العنف الذي لن تقود سوى إلى كوارث تطال اليمن ومحيطه.
* نقلاً عن المستقبل اللبنانية

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد