الإهداء:
إلى نازحي أبين الذين يعانون بصمت في محرقة النسيان، أسأل الله أن يفرج كربتكم.
***
صحت حتى بُح صوتي
غصب عني سبت " بيتي "
ودموعي كل قوتي
وحياتي مثل موتي
وصراخي كـ "سكوتي"
أنا لن أعلن موتي بنزوحي
فأنا لا أسكن " أبين "
إنما " أبين" تسكن وسط روحي
***
قال جدي :
كان لي في " زنجبار "
بيت ودار
وزروع وثمار
نازح من حرب مالي ناقة فيها
ولا حتى حمار
لم اعد أبصر شيئاً
سار نظري
لم اعد أسمع شيئاً
ضاع سمعي
لم اعد أعرف ابكي
جف دمعي
لم اعد املك إلا بعض قلبي
وبقايا صوت
مذياع قديم
ظل طول العمر يهتف :
عاش شعبي
عاش شعبي
***
قالت أمي :
ماتت البقرة
التي كانت لنا بركة
وصرنا في خيام
لا نذوق الزاد إلا
في طوابير انتظار
فمتى ارجع داري
يا عيالي ؟
ضاق حالي !!
الذي يحدث لنا
فوق احتمالي
***
قال طفلي:
ـ يا أبي نسيت لعبي ؟
أين سار حقي القطار ؟
ـ الغراب شله وطار .
ـ والعروسة ؟
ـ في حصار.
***
قال حقلي :
وأنا ارضي دمار
تربتي صارت بواراً
ظامئ عطشي
لا نهر يسقيني
ولا دلتا
لا شيء لا شيء
سوى الصمتَ
أحمد غراب
إسمي زنجبار 2057