جون برينان هو مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الإرهاب، زار في الأسبوع الأول من شهر تموز الحالي الرياض وهناك في المستشفى العسكري التقى ما يعتقد أنه علي عبدالله صالح الرجل الذي كان قوياً في الساعة الواحدة وخمسة عشر دقيقة من يوم الجمعة 3/6/2011م وهو في هيئة بشرية جديدة هي أقرب إلى الهيئة البشرية السينمائية، وبحسب الإخراج السينمائي لذلك الجثمان والصحافة، فإن المسؤول الأميركي أجرى حديثاً قصيراً مع الرجل الذي يعتقد بأنه الرئيس.
"جون برينان" الذي التقى علي عبدالله صالح في دار الرئاسة أكثر من مرة يعرف تفاصيل كثيرة عن الرجل وأجرى معه مفاوضات ومساومات بشأن الاستباحة الأميركية للأراضي اليمنية وقتل يمنيين مجرد الاشتباه بأنهم عنيفون وحصل "برينان" على ما أراد.
صحيفة "الواشنطن بوست" نقلت قبل زمن قصير صورة درامية لمقابلة "برينان" في دار الرئاسة مع الرئيس وأظهرت علي عبدالله صالح وهو يعترض "برينان" عند باب السيارة ملحاً عليه بسرعة دفع النقود الأميركية إليه، الأمر الذي لحق الإهانة بالجمهورية اليمنية والشعب اليمني "جون برينان" اكتشف بنفسه "خداع" قادة الأمن من أقرباء الرئيس وأنهم لا يختلفون عنه من حيث "النهم" الزائد على النقود ووثائق ويكليكس" نشرت وثائقاً تؤكد ذلك.. لكن لم يكن المهم لدى "برينان" النهم على الأموال، بل المهم أن تكون مقابل وجود أميركي فعَّال في الموقع الاستراتيجي "جنوب البحر الأحمر" وبحر العرب".
الأميركيون أخذوا بامتياز تدريب القوات الخاصة أو ما عرف بعدئذٍ بكتائب محاربة الإرهاب وقوات النخبة حيث سلمت الـ "CIA" إلى شركة "بلاك ووتر" الذي يمثلها في دار الرئاسة "فارس السنباني" و الذي يمتلك شركة أمنية خاصة في صنعاء، إضافة إلى امتلاكه صحف ومجلات ناطقة باللغة الانجليزية.
وبناء على هذه المفاوضات والاتفاقات أصبح للأجهزة الأمنية والعسكرية الأميركية نفوذاً مهماً وقوياً في اليمن، فهم الآن يمتلكون أسطولاً عسكرياً في المياه الإقليمية والمياه القريبة ومنه يستطيعون إطلاق الصواريخ إلى أي هدف يريدون تدميره ويستطيعون تحريك الطائرات التجسسية بدون طيار للتحليق في الأجواء اليمنية ولهم في الميدان قوات عسكرية وأمنية في السفارة وفي المنشآت العسكرية الخاصة "القوات الخاصة والأمن المركزي" ولهم قوة بشرية تحمل الجنسية الأميركية وتقدر بـ"أربعة آلاف ونيف" وهؤلاء يمكن تشغيلهم جزئياً أو كلياً بحسب متطلبات العمليات العسكرية والأمنية التي تنفذها أجهزة القوة الأميركية في اليمن.
"جون برينان" زار المنطقة ليساهم في إنضاج المبادرة الخليجية التي استوت بعد خمس صيغ مخيبة للآمال ولكنها رفضت من رأس النظام وساحات الانتفاضة وقبلت من قيادة اللقاء المشترك، ويبدو برينان "المهووس" بما يسمى تنظيم القاعدة والملاذ الآمن له في اليمن، يدرك أن الأحداث في اليمن تميل إلى استخدام الحل العسكري صفةً وحلاً مناسباً للسلطة، ولكنه فوجئ بالتصرف السياسي والأمني المناهض للقانون حينما وجد سفيره الأميركي وبعض الدبلوماسيين الأوروبيين تحت ثمة الحصار المفروض من كتائب النظام بلباس مدني عليهم وهو الأمر الذي فرض على الإدارة الأميركية إعادة النظر بالعلاقات الأمنية الشبكية كتائب علي عبدالله صالح العسكرية والأمنية.
وإعادة النظر هذه تجلت فيما نقلته "الواشنطن بوست" في بداية يونيو 2011م نقلاً عن مسؤول أميركي بأن وكالة المخابرات المركزية الأميركية تعتزم تشغيل طائرات بدون طيار مسلحة في أجواء اليمن وتوسيع عملياتها العسكرية فيها منفردة بعد أن تعطلت في البلاد جهود مكافحة الإرهاب بسبب الفوضى السياسية وتحت مبرر أن تهديد القاعدة قد تنامى وسيطرت الفوضى السياسية وانهيار الشريك المحلي وأن التعاون من قبل قوات العمليات الخاصة الأميركية ووحدات مكافحة الإرهاب اليمنية قد انهار.
ولذلك فإن الطيران الأميركي يشن حرباً في محافظة أبين في كل من جعار وزنجبار ولودر، وتقوم القوات الأميركية وشبكاتها الاستخباراتية بالتنسيق مع مليشيات المنطقة وتكوين قوة ميدانية بمساعدة قاعدة القوات الجوية في ضرب تلك القوات التي أهدرت في سبيل تحصيل الملايين من الدولارات.
الإدارة الأميركية ومن بين هؤلاء "برينان" أدركت بعد الجمعة الرهيبة أن نظام صالح وأسرته أصبح خارج الجاهزية وأن التشبث بالسلطة تعد من الأمور الصبيانية ولكن "برينان" وإدارته أفزعه ظهور فقهاء الجريمة في المشهد السياسي الانتفاضي، ولذلك أحتاروا في طرح الحل الأمثل وهو ضرورة تقويض نظام علي عبدالله صالح وأسرته وضمان عدم سيطرة فقهاء الجريمة على السلطة.
في 10 يوليو/2011م ظهر "برينان" إلى جانب ما يعتقد أنه علي عبدالله صالح كمفاوض سياسي حيث أكد لهذه الشخصية بضرورة التنحي وتسليم السلطة إلى عبدربه منصور وإلا فإن الإدارة الأميركية ستوقف مساعداتها فوراً وستتخذ موقفاً أكثر صرامة ضد بقايا النظام، خاصة إذا لم يلتزموا بوقف العنف.. والمهم في هذا الظهور "برينان"، استغرب المشاهدون من الهيئة البشرية لشبيه صالح والتي اختلفت عن الهيئة التي ظهرت قبل 3 أيام.
برينان واصل رحلته إلى صنعاء والتقى عبدربه منصور وقيادة اللقاء المشترك وأعاد على مسامعهم ما نسجه الإعلام الأميركي والإعلام الموالي بضرورة انتقال السلطة إلى النائب ولم يكتف "برينان" بمقابلة هؤلاء وذهب إلى الالتقاء بقائد الحرس الجمهوري الذي لا يمتلك أية شرعية سياسية سوى شرعية الاغتصاب.
عبدالرحيم محسن
مهمة جون برينان 2651