في البداية تنازل علي عبدالله صالح عن أراضٍ يمنية للسعودية، واليوم من يشاهد القناة الفضائية يمانية "عدن سابقاً" سيعرف وسيتيقن حينها بأن اليمن كلها باتت تابعة للسعودية، ألم تشاهدوا العلم السعودي وهو مرفوعاً في الاستديو، فالبرنامج لا يتحدث عن السعودية، أو حتى عن العلاقات اليمنية السعودية، إنما يناقش أموراً تخص اليمن تحت عنوان "من أجل اليمن"، ولا أعلم في الحقيقية ما الداعي لوضع العلم السعودي وبتلك الطريقة الاستفزازية للمواطن اليمني.
فالشعب اليمني الذي خرج إلى الساحات، مطالباً بعدم التدخل السعودي في الشأن اليمني ويرفضون الوصايا، والقناة يمانية تعمل على وضع العلم السعودي!، ماذا نسمي هذا؟! عبط أم استعباط؟! ليعذرني القارئ الكريم، ولكن هذه القناة اليمانية الواقعة في عدن تصر على استفزاز المواطنين، إلى متى؟.
- لماذا لا تقوم هذه القناة بالنزول إلى المدارس التي يتواجد بها النازحون ويعملون على نقل معاناتهم، لتصل إلى العالم؟
- لماذا لا تقوم هذه القناة بالنزول إلى الشارع لتصور الطوابير الطويلة للمواطنين وهم بانتظار الوقود؟
- لماذا لا تناقش وتنقل هموم المواطنين جراء انعدام اسطوانات الغاز المنزلي؟
الأجدر بهذه القناة أن تتناول وتناقش هموم المواطن وتعمل على توصيل رسالتها بحيادية وبعيداً عن السياسة، لأن المواطن اليمني يعاني من الطوابير التي لا تنتهي من أجل الحصول على الوقود، فقد أصبحت الحياة شبه متوقفة بسبب هذه الأزمة المفتعلة، بينما قناة يمانية تهيم خارج السرب الوطني تماماً.
صدقوني كثيرة هي المرات التي أتمنى فيها أن تخترق يديّ شاشة التلفاز وأقوم بإبعاد مقدمي برنامج "من أجل اليمن" وأحل محلهم –ليس حباً في أن أكون مذيعة- لا وإنما حتى أتمكن من بث كل ما هو خاص بالمواطن وبهمومه، وسأقوم بتصوير تلك الطوابير الطويلة وسأجعل المواطنين يتحدثون وبكل حرية عن معاناتهم، وسأذهب إلى كافة المدارس التي يتواجد بها إخواننا النازحون من محافظة أبين، وسأنقل آلامهم، ليرى المسؤولون أن القنوات الفضائية لا تنقل وتبث إلا ما ترغب به حتى يقال بأن الأمور تمام وكل شيء عال العال، وإن المبالغ تصل إلى النازحين وأن الأدوية متوفرة لديهم والمعونات أُغدقت عليهم، وأنهم بأحسن حال؟!.