لا أعلم لماذا تتعامل معنا دول الخليج على هذا النحو؟، فقد مضى على وجود الشباب في الساحات ما يقارب السبعة أشهر والأشقاء في دول الخليج لم يتخذوا أي خطوة من شأنها إخراج اليمن من أزمته الراهنة.
ويوم بعد يوم نجدهم يتحدثون عن المبادرة الخليجية التي عادت لتطفو على السطح بعد أن رفضت أساساً من قبل علي عبدالله صالح الذي اتضح أنه محافظ لمحافظة صنعاء فقط، فالوضع الراهن أثبت وبرهن للكل بأن من يدير اليمن ويحركها ويتحكم بنا –للأسف الشديد- هي الجارة السعودية.
فإذا لاحظت عزيزي القارئ في الثورة الليبية دول الخليج لم تتمسك بالحل الإقليمي ولأنها لا ترتبط بمصالح مع ليبيا "القذافي" عملت على تحويل الملف إلى مجلس الأمن ليتخذ حلاً، بل إنها شاركت وساندت النظام اليمني في قمع المتظاهرين وتأزيم الوضع اليمني، حتى أنها لم تستنكر ما يحدث، فالشباب يقتلون وتفتك بهم القوات الممسكة بزمام البلاد وهم يعلمون أن من يقوم بذلك هم عائلة علي عبدالله صالح، مع ذلك لا يطلبون منه التوقف، حتى أنهم لم يعملوا على الجلوس مع علي عبدالله صالح والضغط عليه لإنهاء الأزمة.
وهاهو شهر رمضان قد شارف على القدوم، ولم يتبق لأيامه المباركة سوى القليل ليصل، والأوضاع لم تتغير، فالقتل مستمر والقصف لا ينتهي "تعز، أبين، أرحب، نهم، صنعاء، عدن، الحديدة"، بالله كيف سيستقبل أهالي هذه المدن رمضان وهم لا يزالون في الساحات؟ أعلم أنهم لن يكلون أو يملون من البقاء حتى تتحقق أهدافهم التي خرجوا من أجلها، وأنا على يقين أنهم قادرون على تحمل المزيد من أجل تحقيق الهدف الأسمى "إرساء دولة النظام والقانون، دولة الجميع".
وإذا نظرنا إلى الواقع، فسنجده لا يُصدق، ولا يمكن لأي إنسان عادي أن يتحمله، فالسيارات توقفت عن الحركة بسبب انعدام الوقود والأسعار قد اشتعلت، حتى أسعار المواصلات، فمن أراد أن يتنقل إلى أي منطقة وحصل على وسيلة مواصلات عليه أن يتحمل ويدفع السعر المطلوب منه، وطبعاً الحجة هي انعدام الوقود.
والمشكلة الكبرى أن المواطن يتكبد ويعاني ويقف الساعات الطويلة في الطابور، ومع ذلك يطلب من هذا المواطن أن يدفع مبلغاً للجنة ومبلغاً للترتيب، بالإضافة للتعبئة، وكل هذه المبالغ عبارة عن رسوم فرضت من قبل السلطة المحلية؟!، هل هذا يُعقل؟ السلطة المحلية التي انتخبت من قبل المواطن وتم انتخابها لأجل خدمة المواطن؟!، هل صحيح أنها من تقوم بانتهاك حقوق المواطنين وتفرض عليهم رسوماً غير قانونية ومجحفة؟!.
هذا بشأن الوقود، أما اسطوانات الغاز، فقد استعدت أغلبية الأسر من أجل رمضان وجمعت أكبر قدر ممكن من الأخشاب والحطب، ليكون البديل الأمثل والحل الأسلم في عملية الطهي، فما علينا إلا أن نحمد الله ونبتسم، لأننا في اليمن.