حصلت على كتاب قيّم للأستاذ الدكتور/ عبدالرحمن المرادي البيضاني، هذا الكتاب يحمل عنوان "أوجاع اليمن"، وبينما أنا أتفحص هذا الكتاب وجدت موضوعات أو لنقل مقالات كتبها الدكتور/ البيضاني في التسعينيات، ومن يقرأها لن يدرك ذلك وسيعتقد بأنها كتبت خلال اليومين الماضيين.
فقد تحدث عن الانتخابات الرئاسية وتعديل مواد الدستور بما يتلاءم مع طموحات الشعب وطالب بضرورة إجراء انتخابات عادلة بدلاً من الاستفتاء، حيث قال: "إن الاستفتاء على مرشح (وحيد) لا يأتي بأي جديد، بل يحرم الشعب من حق الاختيار، لأن الاختيار مفاضلة بين اثنين فأكثر، وليس مفاضلة بين واحد ونفسه".
ودعا "إلى تغيير مواد الدستور التي تحصر وتشترط في المرشح أن يكون منتسباً لحزب ما، وأن يكون لكل شخصية وطنية مستقلة حق ترشيح نفسها والاختيار النهائي يكون للشعب، فهذه هي الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة".
وأضاف "أتمنى أن يتم تعديل الدستور وأسمع عن مرشحين للرئاسة مدنيين وعسكريين سابقين وحزبيين ومستقلين وأن يفوز علي عبدالله صالح، ولكن ليس في شكلية استفتاء، وإنما في منافسة انتخاب، يشترك فيها جميع من لهم حق التصويت رجالاً ونساءً.
وتساءل الدكتور: لماذا لا ينتخب الشعب الرئيس ونائبه؟، حيث كتب قائلاً: إذا اتفقنا على تعديل الدستور حتى يسمح لكل مواطن بحق الترشح طالما توفرت لديه المؤهلات وسواءً كان حزبياً أو مستقلاً أو مدنياً أو عسكرياً.
إن انتخاب نائب رئيس الجمهورية بمعنى أن يكون مع مرشح الرئاسة مرشح آخر لنيابة الرئاسة في قائمة واحدة، لأن النائب إذا لم يكن مرشحاً من قبل الشعب لن يستطيع أداء مهامه على أكمل وجه، إذ أنه سيكون موظفاً ويحق للرئيس في أي وقت أن يقيله من منصبه، بينما النائب المنتخب يُعصم من العزل، لأنه يستمد شرعيته الدستورية من إرادة الأغلبية الشعبية التي انتخبته مع الرئيس وبذلك إذا ما حدث وانتهت ولاية الرئيس لأي سبب من الأسباب المنصوص عليها بالدستور، فإن النائب يصبح تلقائياً رئيساً للجمهورية طوال الفترة الباقية من مدة ولاية الرئيس الذي انتهت صلاحيته قبل انتهاء مدته، وبذلك تنتقل السلطة سلمياً.
هذا ما كتبه الدكتور في تاريخ 24 مارس 1999م، وأجده يتطابق مع ما نمر به اليوم، فبعد مغادرة علي عبدالله صالح كانت الأمور ستنتهي إذا ما كان النائب/ عبدربه منتخباً من قبل الشعب، لأصبح اليوم هو الرئيس تلقائياً وكانت ستحل كافة الأمور، ولكن عليه وعلينا الاستفادة من أصحاب الخبرة والحكمة ولنعمل على تطبيق ما طالب به الدكتور/ البيضاني لأنها أمور مهمة من أجل مصلحة اليمن وشعبه.
•رسالة عاجلة:
لا تنسوا إخوانكم النازحين من محافظة أبين.