;
عبدالرحيم محسن
عبدالرحيم محسن

تحرير تعز من قبضة المجرمين 1995

2011-07-16 02:27:38


أقلية عسكرية أو لنقل بصورة دقيقة أقلية قبلية ارتدت البدلة العسكرية وأقلية من منتسبي الطابور الخامس لا تريد التعايش السلمي مع سكان تعز، لا يجيدون العيش المشترك، لا يحبون السلام مع سكان انتموا إلى عالم التحضر.. أقلية عسكرية دفعت إلى المناصب القيادية العسكرية عبر بوابة الكوتة القبلية والوساطة والولاء للاستبداد والانتماء إلى دائرة الفساد.. دُرّبتْ هذه الأقلية كما تدرب الكلاب البوليسية المتوحشة على الحقد والكراهية ومقت الحريات وحقوق الآخرين.. دُرّبتْ على ممارسة النهب والقمع بدون حدود أو ضوابط.
أحدهم سقط سقوطاً مدوياً في انتخابات 1997م، رغم الملايين التي أنفقت على حملته ولم يستطع أداء بعض الواجبات الاجتماعية جراء قتل 4 من أسرته، فكوفئ بالتعيين في محافظة عدن وهناك ارتكب المذابح وبدلاً من معاقبته كوفئ مرة أخرى بتعيينه مديراً لأمن تعز وهو الآن بطل المذابح اليومية..
تعز نُكبت حينما وقعت في قبضة المجرمين هؤلاء وهي اليوم لا تنام على أصوات النغم، بل تفترش قذائف المجرمين عبدالله قيران ومراد العوبلى وعبدالناصر القوسي وعلي بن علي القاضي وحمود الضفري وعلي محمد صلاح.. نكبت تعز مدينة وريفاً حينما قبل بعض نخبتها العمل كبندقية مستأجرة تشترك بصورة مباشرة وغير مباشرة في مهرجان المجازر البشرية.. مهرجان يومي تقدم فيه الجثامين كبش فداء للقذائف الصاروخية وقذائف المدفعية. 
في أول ظهور له في مدينة تعز ألقى الجنرال المجرم خطاباً كلماته ذخيرة كلاشنكوف وجمله قذائف مدفعية ودبابات، أما تشكيلاته فكانت صوت المعدل "7×14"، وحينما أراد تعميق خطابه أمر كتائبه بإطلاق النار المباشر على المتظاهرين، وهكذا بدأت الوصلة الإجرامية لتتخذ مساراً واحداً "اقتلوهم حتى لا تقوم لهم بعدئذ قائمة".
في 29/مايو/2011م نفذت هذه الأقلية من المجرمين مذبحة دامية في ساحة الحرية، اجتاحوها من كل الاتجاهات وأحرقوا الخيام وجرفوا الناس بالجرافات ونهبوا ممتلكات الشباب وقتلوا واختطفوا العشرات، أما الإصابات فحدث ولا حرج، وبجوار الساحة أشاعوا الرهب وأخافوا الأطفال في أحضان أمهاتهم، إنه جرم جسيم ممنهج قائم على الكراهية السياسية الطائفية والحقد المناطقي الملتحف بثقافة النهب والاستعلاء والإفراط في البدانة الذاتية.
ويخال لي بأن تعز نكبت ليس حينما وقعت في قبضة المجرمين فقط، بل نكبت لأن وصفها بمدينة النور، أي مدينة المتنورين والمثقفين والأكاديميين والتجار والسياسيين، قد جلب لها المصائب بكل أنواعها، فقادة الأحزاب السياسية من منطقة تعز والذين دافعواً عن صنعاء في حصار السبعين وانتصروا كانوا من أبناء تعز، ولهذه الألقاب تحصد اليوم تعز مزيداً من الكراهية والحقد من قبل أقليات فاشلة سياسياً ومتخلفة معرفياً.
إذاً ماذا يعمل سكان تعز مقابل هذا الصلف والتكريم الوحشي الدامي من قبل أقلية إجرامية وطابورها الخامس؟ ماذا يعمل هذا الكيان البشري حيال الحصار العسكري القاسي جداً من قبل ألوية الحرس الجمهوري والقوات الخاصة وكتائب الأمن المركزي والشرطة العسكرية وقوات النجدة والأمن القومي والطيران الحربي؟ ماذا يعمل سكان تعز وهم يرون أقلية تستبيح مدينتهم التي بنوها طوبة طوبة؟.. هل مهمتهم الجلوس على مقاعد المشاهدين يشاهدون مسلسل تدمير البنية التحتية للمدينة المتحضرة وقتل الناس وتشريد النساء والأطفال وموت المرضى على الأسِرة ونهب المراكز الصحية وتدمير المشافي؟!.
أعتقد أن الإجابة وصلت صدمة بما فيه الكفاية إلى مكاتب ومساكن المجرمين بظهور "قوات الدفاع الشعبي" المكونة من أبطال ريف تعز وجوف المدينة الصامدة، حيث بدأت وهي الآن مستمرة في أداء واجبها للدفاع عن كرامة سكان تعز المستباحة.. الآن ليس مهماً اتساع رقعة المواجهات وشراسة ووحشية المجرمين الذين يتفوقون بالعتاد العسكري، بل المهم النتائج الميدانية لعمليات قوات الدفاع الشعبي التي تفوقت على صواريخ ومدفعية المجرمين والتي أجبرتهم على البقاء في حيز جغرافي ضيق بالكاد تتنفس الصعداء وهي تقاتل الآن تحت شروط الساحة وقوات الدفاع الشعبي..
وقوات الدفاع الشعبي في تعز هي آلية ظهرت إجبارياً وهي ليست الآلية الوحيدة للانتفاضة، فهناك آليات فعالة وتتفاعل أكثر فأكثر كلما تنامت ديناميكية الانتفاضة، وهذه الآليات:
أولاً: توسيع ساحة الحرية في المدينة والريف وسرعة تشكيل لجان شعبية لتسيير شؤون المحافظة بكل مديرياتها والانتقال إلى تكوين "الحركة الشعبية لتحرير اليمن" وإنجاز مشروعها المدني.
ثانياً: تكثيف الحوار مع إدارة المحافظة عبر القنوات المتعددة والمتاحة وخاصة أن نخبة تعز أجمعت على وحدة موقفها السياسي حيال التدمير الذي شمل كل شيء في المدينة.
ثالثاً: عزل هذه الأقلية المجرمة عن إدارة المحافظة وعدم التفاوض معها ومحاولة الوصول إليها وحبسها حبساً احتياطياً ملائماً تمهيداً لتقديم أفرادها إلى القضاء المدني المحلي أو القضاء الدولي على قاعدة "المتهم بريء حتى تثبت إدانته".
رابعاً: إظهار حسن نية وتصالح مع الإدارة المدنية لتعز، والتأكيد أن تصفية الحسابات الشخصية لن يسمح بها وأن الجميع سوف يدعم ويدافع عن القانون والنظام وأنه لا إقصاء أو استبعاد سياسي واجتماعي أو تخوين والجميع سوف يعملون ضمن عملية سلمية نهضوية.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد