طوال الشهر الماضي كنت أبحث عن السيد/ أوباما الذي ظهر بقوة في بداية الربيع العربي ثم اختفى فجأة، ليترك مدرعات الطغاة تعيث في الأرض فساداً.
سألت عن (أبو حسين) في كل مكان؟، أين اختفى هذا الرجل الذي لم يبتعد عن شاشة التلفزيون طوال أيام الثورة المصرية، مطالباً حسني مبارك بالرحيل، كان في تلك الأيام يظهر كل خمس دقائق، موجهاً الكلام لحليفه القديم: (إرحل الآن وليس غداً)!.
لقد ضاع أوباما في حارات دمشق العتيقة، (فص ملح وذاب) كما يقول أشقاؤنا في مصر، رغم أن علاقة الولايات المتحدة بنظام حسني مبارك لا يمكن أن تقارن بعلاقتها بالنظام السوري، ورغم أن عدد الضحايا خلال مظاهرات الثورة المصرية لا يمكن أن يقارن بعدد الضحايا خلال المظاهرات التي تعم المدن السورية اليوم.
في مصر كانت ماما أميركا تضغط على حسني مبارك كي يرحل فوراً، وفي سورية كانت ماما أميركا تضغط على المعارضة كي تتحاور مع النظام، كيف يمكن تفسير ذلك؟، من يقف مع من؟، ومن يقف ضد من؟!، ما الذي يفكر فيه أوباما؟، ولماذا أصبح سمع ماما أميركا ثقيلاً جداً حين انطلقت صرخات القهر في درعا وحماة وحمص وحلب؟.
أوباما ليس وحده الذي يكيل بمكيالين، العرب جميعا يسيرون على خطاه، الإعلام والمثقفون والأحزاب الثورية جميعهم حاولوا التناغم مع هتافات ثورة الشباب بمصر وملأوا الدنيا ضجيجاً حين بدأ القذافي بقمع شعبه وطالبوا الرئيس اليمني بالرحيل حين اشتعلت ثورة اليمن، وما أن بدأت الأحداث الدامية في سورية حتى صمتوا وكأن على رؤوسهم الطير، وأي طير؟، إنه غراب أسود ينهش جثث الأبرياء!.
حين يخرج حسن نصر الله مباركاً ثورة شباب مصر، ثم ينقلب على شباب سورية، مطالباً إياهم بالتمسك بنظامهم، فإن هذا يعد أمراً مفهوماً تماماً.
وكذلك الحال بالنسبة لموقف خامنئي، ولكن موقف أميركا الذي لا يختلف كثيراً عن موقف إيران في الحالتين (المصرية والسورية) هو الأمر الذي يبدو عصياً على الفهم.. أين اختفى أوباما ؟، لا نريد منه أن يقول شيئاً، هذه المرة نحن الذين نريد أن نقول:(أوباما.. ارحل)!.
* نقلاً عن جريدة عكاظ
خلف الحربي
أوباما.. إرحل!! ..... 2056