في مصر المحروسة هنالك ثورة شعبية ثانية على حكومة الثورة ذاتها الآتي رئيسها د. عصام شرف من ميدان التحرير،وعلى المشير محمد طنطاوي ومجلسه العسكري الحاكم الذي يحسب له إنقاذ الشعب المصري وثورته من أتون الصراع المسلح والعنف الحاصلين في ليبيا واليمن وسوريا .
في اليمن مازلنا في متاهة الأسئلة ، أزمة أم انتفاضة أم ثورة ! سقوط النظام أم توافق مع النظام أم تغيير النظام ! شرعية ثورية أم شرعية دستورية أم شرعية شعبية !نقل السلطة من خلال مبادرة الخليج أم وفقاً والدستور أم بناء وجهود الأشقاء والأصدقاء ! عن رحيل صالح ورجال نظامه أم عن نجله ورجاله ! سيعود الرئيس أم لا يعود ! نقلت السلطة أم لم تنقل ! سيكون الحكم المؤقت توافقياً أم ثورياً !.
البلد اقتصاده موارده شعبه دستوره حياته تكاد معطلة كلياً إلا من الاستنزاف والعبث والقتل ، اغلب اليمنيين باتوا يومياً في كارثة إنسانية مأساوية ومع ذلك هناك من يتحدث عن استمرار الثورة في الساحات إلى أن يسقط النظام ربما من تلقاء نفسه ، احدهم يتوعد بإسقاط النظام ولو أستدعى الأمر جعل رمضان كله تظاهرات وأمسيات ، ألم يكن الأجدى لنا أن نعلم كيف ومتى ستحسم الثورة خيارها مع بقايا وأتباع رئيس؟.
فإذا مصر أو تونس تكبدت مليارات الدولارات وفي وقت لا يتعدى 18 و28يوماً على التوالي وفي ظل عمل أجهزة ومؤسسات الدولة الاقتصادية والمالية والإدارية، فباستثناء توقف نشاط البورصة في القاهرة بقت الخدمات والإنتاج والموارد والقطاع الخاص وغيرها من النشاطات تؤدي عملها المعتاد ، فكيف باليمن البلد الفقير للموارد والإنتاج والدولة أيضا ؟، فثورته دخلت شهرها السادس وفي وقت أزمات تموينية وسعريه وأمنية ونقدية ووظيفية ومؤسسية وخدمية ومعيشية ونظامية ومع ذلك يراد لهذه الثورة البقاء في الساحات حتى رمضان وربما صلاة العيد .
الدولة في اليمن هشة وضعيفة لا تحتمل المزيد من العبث ، أنها على وشك أن تفلت فوق رؤوس الجميع ،الفضل في بقائها كل هذه المدة يعود للمواطن ذاته الحامل على كاهله أزمات ومشكلات دولته وليس العكس ، صنَّاع الأزمات هم قلة مهيمنة ونافذة لن تؤثر فيهم أزمات وقود أو معيشة أو كهرباء أو مرتبات أو مواصلات أو حوادث قتل أو تقطع أو تخريب .
فكل هذه الأشياء لطالما مثلت لهم مصدراً للكسب والتربح والبقاء ،المتضرر الوحيد هم غالبية اليمنيين المسحوقين ، وبما أن معظم اليمنيين طالهم الغلاء والامتهان والخوف والقتل، فينبغي لهم التحرك السريع والحاسم لإنقاذ بلدهم وأنفسهم ، لابد من إسقاط بقايا العائلة ، عيب ومخجل أن يعلق مصير الملايين بشخص عليل وثلة مقربين ومتزلفين يحاولون كسر إرادة شعب .
فليكن يوم 17يوليو القادم يوما لإنهاء هذه المأساة ، لتكن الذكرى ال33 لحكم علي عبدالله صالح مناسبة لسقوطه ونظامه ، أعلنوها فقط وستجدون اغلب اليمنيين أطفالا ونساء وشيوخا وجيشا وأمنا خلف هذه الثورة ، أعلنوه يوما للحسم يا ثوار اليمن الأحرار ، لا تبالوا وامضوا في إعدادكم وتحضيركم لهذا اليوم ، فإذا لم تكن من أجل سقوط بقايا الحكم فمن اجل إنقاذ شعبكم .
محمد علي محسن
17يوليو الصعود والسقوط 2611