بالرصاص الحي والمدافع والطيران الحربي يتجسد القرار في اليمن أو بما يسمى جدلاً (الدولة)، وهذا كله بالطبع ليس حالة طارئة أو ضرورة ملحة بقدر ما هو سقوط لأقنعة من اعتقدناهم لزمن طويل حكامنا وممثلونا وأمناء على أرواحنا وأموالنا ومستقبلنا.
فتحت قباب دور السياسة وعلى طاولاتها المضرجة بدماء الشعب اليمني تحاك المؤامرات وتستنزف الثروات وتكتب خطابات الفتنة وشق الصف اليمني ، فكل ما كان يروى عن عظمة هذا الحاكم وحكمته و....إلخ، سقط، لتترجم خطاباته التهديدية والوعيدية والتي صيغت بلغة الحرب عمليا ً على الأرض، فتراه يقلب كفيه الدمويتين ويخلط الأوراق ويعبث في تفاصيل هذا الوطن، فقط من أجل خلق الفوضى وليملك الآخر مبررا ً لحمل السلاح .
خمسة أشهر من النضال السلمي، إنه استبسال لا نظير له من شعب يمتلك السلاح، لكنه اختار السلم سبيلاً لإسقاط نظام جرعه الظلم والذل والحرمان بقوة السلاح، ليثبت الشعب وبنضاله السلمي واستبساله العظيم أنه اعتى من بطش النظام ومن قراراته التي لا تختلف كثيراً عن قرارات العصابات الإجرامية، فأين هي الدولة إذاً؟ وأين قراراتها التي تتصدر صفحات الصحف الرسمية؟.
هي حاضرة لتهدر الدم اليمني في صرخات الأرامل ودموع اليتامى تستنزف آخر أوراقها، فالدولة هي ذاك القرار الذي يلطخ التراب اليمني بدماء أبنائه، ليتصدر على ما تبقى من أشلاء أجسادهم ويظن عبثا ً أننا سوف ننجر وراء هستيريته ونحمل الموت ونجرع بعضنا بعض آهاته.
لا لن يكون ذلك، فالثورة لم تقم لتريق الدم وتسفكه، إنما لتصون الإنسان وتسترجع كرامته التي سلبت منه حينما جعله النظام يقف على أبواب مؤسساته يطلب الدواء والغذاء والعدالة والتي اقتصرت بعهده على الأسرة الحاكمة ومجموعات من المتنفذين .
فمن هلع النازحين من القصف العشوائي ومن سخط المحرومين من خدمات الماء والكهرباء ومن بين الباحثين عن الغاز والديزل ـ تعرف ماذا يعني قرار جمهوري في اليمن ؟، يقتل ويخطف ومن ثم ينسب الجرم للضحية، فمن لنا ليخلق الفوضى إلا نظام يأخذ من العنف وإقلاق السكينة والأمن العام مبررا ً لإطالة أمده في الحكم، ويسقط مدناً على أيدي عشرات المسلحين ويجعلها لقمة سائغة لكل أيادي السلب والنهب والتدمير وفي مدن أخرى يقتل بالمئات ويحرق المدينة بسكانها الآمنين تحت مبرر حماية مؤسسة حكومية وممن؟ من الشعب! .
فسحقاً لنظام تصبح الفوضى والقتل كل قراراته.
بشرى عبدالله الوليدي
فوضى بقرارٍ جمهوري!! 1726