;
جمال حسن
جمال حسن

كم هي خياراتنا، لنرفض عبدربه منصور؟ 2234

2011-07-10 03:07:24


هل وصلت الثورة نقطة مسدودة، لا يمكن بأي حال من الأحوال تحميل الثوار، أو الشباب أكثر من خروجهم للساحات؟! عملياً ساحات الحرية، قدمت كل شيء، كان على الآلة السياسية استغلالها لبلوغ مرحلة انتقالية، وليس بالضرورة مجلساً انتقالياً، لكن هذه الآلة بدت معطلة، سواء في أحزاب المعارضة، أو القوى الأخرى.
الثورة ليست مجرد تبديل نظام، أو تغيير في رأس الحكم، وجود الثوار أداة ضغط لإجراء تحول حقيقي في اليمن، سواء على الصعيد المدني، أو الديمقراطي، وهذا بحاجة لأفق جديد يتعدى الهتافات.
 قبل أيام مرت سيارة أمامي على سقفها صندوق مضيء، كإعلان، يحمل صور علي صالح ونجله، وبميكرفونات تذيع أغاني معينة، هل يتحمل الشعب عقاباً جماعياً من أجل بقاء الرئيس أو عائلته؟! إنها السياسة التي ترفض انتقال الحكم لعبدربه منصور هادي، لكن ليس هذا السبب الوحيد الذي يجعل انتقال الرئاسة لعبدربه منصور الحل المناسب لبلوغ مرحلة تغيير حقيقية.
الأوضاع الحالية تحتم علينا تقبل انتقال سلس للسلطة، من حسن الحظ وجود الرجل المناسب الذي يمتلك شرعية تسلمها، ليس لأنه جنوبي أو لتاريخه السياسي، هناك عدة أسباب؛ منها الأوضاع الخطيرة التي نعيشها؛ الحياة شبه معطلة، والاقتصاد على حافة الانهيار، تهاوي البلد سيفرغ الثورة من مطالبها، كانت مجموعة قوى تراهن أن تبلغ الثورة مرحلة أزمة، لتفريغها، أو لخنقها في مجموعة من التسويات.
نظام صالح أيضاً راهن على ذلك، أو حرب أهلية، ووسط المعاناة المتفاقمة؛ انعدام الوقود، مخاطر أيضاً بانعدام المواد الغذائية، من المهم حدوث دفعة سياسية.
يراهن نظام صالح على انتقال الحكم، إلى قائد الحرس الجمهوري، وهذا لا يمكن حدوثه خارج إطار شرعي، يمارس كل وسائل التعذيب الجماعية، قطع الكهرباء خلال الفترة الماضية، عدم توفير الوقود، لفرض ذلك، ظهور الرئيس في خطاب، بتلك الحالة الصحية، يعكس التشبث المخيف بالحكم، عدة مدلولات، حتى في اختيار الزمن، يوم 7 يوليو، حين جلس على كرسي الرئاسة، هناك جرأة رهيبة، ليظهر رئيس بتلك الصورة، مع ذلك، يخدش هذا الظهور حكمنا على طابع الحكم في اليمن، يخدش تلك المركزية المخيفة للتسلط، كان الظهور، محاولة لقطع انتقال السلطة عملياً لعبده ربه، فليس هناك إمكانية لتكرار عام 1978م حين ضغط صالح على النائب، وانتقل الحكم إليه.
يراهن نظام صالح على انتخابات سريعة، يترشح فيها نجل الرئيس، تلفيق شرعية حكم مفقودة، وعندما يعلن عبدربه أنه بانتظار عودة الرئيس، فانه يمارس اللعبة على أكمل أوجهها.
في مقابلة لأكاديمي يدعي السياسة أكثر من فهمها، كغالبية السياسيين، قال إن عبدربه لا يريد تحمل المسؤولية، وخيب ظننا، كم نسيء التصرف أمام الزمن، إننا نطلب من النائب، القيام بأعمال خارقة، وكأنه يمتلك زراً سحرياً، الرجل لا يملك كل خيوط الحكم، يقوم بجهود كبيرة لتجنيبنا حرباً حقيقية بين مراكز صراعات اعتادت نهب البلد، وامتصاصه، من مساحة ضيقة يتصرف بحكمة -مساحة سكن النائب- يقول إنه منتظر عودة الرئيس، يعرف كيف يغوي الأطماع المحيطة به، يتحدث من مسؤوليته كسياسي، مدركاً كيف تدار الظروف الحرجة، لكننا نريد منه تصعيداً ثورياً، يالغبائنا، عمل الثوار مختلف: تصعيدهم يخلخل منظومة الحكم، وهذا مافعلوه .
أعتقد أن ما نحتاجه ليست رؤية ميتافيزيقية لنعرف أن عبدربه منصور رجل كفؤ، فقط علينا النظر لمظاهر الأشياء، لنعرف كم هو ذكي ومناسب، ما نريده من هذا الرجل هو تلك الأشياء التي ننتقدها: مهادنته، عدم إظهاره الرغبة بالرئاسة، هل منحناه الوقت الكافي؟ لم نمنحه سوى تبجح أصوات تجد الظهور في قناة عربية بطولة كافية.
البعض يحكم عليه من مصطلح الشرعية الثورية، هل عليه تبني موقفاً متشدداً؛ يقول مثلاً على قائد الحرس الجمهوري الرحيل، كان يستطيع خلق أزمة سياسية، ثم يقرر فجأة الرحيل عن صنعاء، لأي سبب، وسنقول هذا (الرجل محترم)، بينما ستنفجر حرب لا نريدها، من موقعه، كان يدرك القوى التي يتعامل معها، لم يتخل عن مسؤوليته للتهدئة بين الفرق المتناحرة، أمراء الحرب جاهزون للانبعاث.
الثورة استعادت مفهوم الحكم، باعتباره خارطة يحدد مساراتها الشعب، الرفض كان وسيلة لإصلاح منظومته؛ إشراك الناس بصورة فعالة في العملية السياسية، كما اختيار حاكمهم، لكن البعض أراد اختزالها في مجلس انتقالي، مفصل على مقاسات معينة، جعل الثورة قاعدة من التسويات، مجلساً انتقالياً، يضم كل الأطياف، من معارضة، حراك جنوبي، وحوثيين.
 هكذا نسيء استخدام التمثيل، لنتصور حجم الاختلافات والتسويات في مصدر القرار التي سنكون مضطرين لقبولها، قاعدة طالما أغرقنا بها نظام صالح لأكثر من ثلاثة عقود.
هناك قاعدة تسويات تحاول قوى خارجية وداخلية فرضها، لكن علينا إدراك أننا لا نملك الكثير من الوقت، ولا حتى الوقت الذي امتلكته شهرزاد في ألف ليلة وليلة، لتنقذ حياتها من الملك، في هذه الظروف الرهيبة، لا نريد شعارات، أو وعود مبنية على قاعدة أماني، خياراتنا محدودة، وضع سياسي كهذا يحتم علينا مرحلة انتقالية قد تكون طويلة، انتقال السلطة لنائب الرئيس، سيكون نجاحاً كبيراً فرضته ثورة، وليس انقلاباً عسكرياً، بالإضافة إلى تشكيل حكومة تكنوقراط، قادرة على إدارة البلد خلال ظروف حرجة، دون الاعتبار لتسويات سياسية مع المعارضة، والقوى المتصارعة.
 دبة البنزين وصلت "12" ألف ريال، أضعاف سعرها حتى في حال رُفع الدعم الحكومي، مرحلة انتقالية طويلة، تسير عليها الثورة بأفق جديد، واضح، للتطهير وبلوغ الدولة المدنية، ويمكن لكل القوى المشاركة في العملية السياسية عبر الانتخابات.
يبدو هذا الخيار الأفضل لإنقاذ أنفسنا وثورتنا، يمتلك عبدربه الشرعية، التي تجعله هدفاً لمن يحلمون بالجلوس على كرسي الرئاسة، لنمنحه الثقة، وعندما يمتلك أدوات الحكم، يمكننا الحكم عليه، أنها أدوات يستطيع نيلها بصورة تدريجية، وهذا الجمود لم يعد في صالح أحد.
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد