حينما يصدر القادة العسكريون والأمنيون الأوامر إلى قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة والآمن المركزي والعملاء السريين، المعرفين الآن بالبلاطجة، وإلى أبو شريحتين المعروفون الآن بتنظيم القاعدة، بالتحول الفوري من أجهزة قوة تدافع عن السيادة الجغرافية وتدافع عن الشعب من غوائل الحروب والكوارث الطبيعية إلى أجهزة قوية لقمع الشعب وترك السيادة الجغرافية تحت الهيمنة الإقليمية والدولية، كما هو حاصل في البحر الأحمر وباب المندب وسواحل حضرموت والمهرة.
حينما يصدرون هذه الأوامر،كيف سينظر الشعب؟ وفي أية خانة قانونية سيصنفونهم؟ ها كم بعضاً من الجوانب:
لنقرأ تصريحات رجل المعارضة التقليدية أنه الشخص المناسب لتحمل مسؤولية القائد الكبير وتعتد الساحات أنه في مستوى تحت الصفر، يقول بصريح العبارة: إن قائد الحرس الجمهوري والقوات الخاصة يأتي إلى وزارة الدفاع ويستلم التعليمات منها" أي أن الأوامر العسكرية لا تأتي من هوى "الصبي العسكري" بل من القائد الأعلى للقوات المسلحة بالوكالة.
وإن صح ذلك القول: فإن المسؤول رقم واحد الآن هو الرئيس بالإنابة أو كما وصفه البركاني "نائب الرئيس فقط" وهنا سيشار إلى نائب الرئيس كمرتكب جرائم ضد الإنسانية لأنه أعطى ومازال يعطي الأوامر إلى القوات العسكرية التابعة لكتائب النظام بهدف تدمير مساكن الأهالي في أبين وأرحب و تعز وربما يطال التدمير مساكن في أمكنة أخرى وبهدف قتل المعتصمين السلميين والمدنيين في تعز وأبين وعدن وصنعاء ومأرب والبيضاء وغيرها من البلدان التي تناهض جزئياً أو كلياً نظام الحكم الحالي الذي شهد سقوطاً مدوياً ونهب ممتلكاتهم ومدخراتهم ودفعهم إلى حالة العوز عن مواجهات متطلبات المعيشة اليومية وبهدف القضاء على المرضى الذين يتلقون الرعاية الطبية كمرضى الفشل الكلوي والقضاء على الأطفال.
ونستطيع الجزم الآن أن النائب الحالي لرئيس الجمهورية قد فصل لنفسه الجريمة والعقاب الذي يستحقه بوصفه مرتكباً جرائم ضد الإنسانية وهو بكامل قواه العقلية والجسدية وإنه يستغل سلطاته كوظيفة عامة يتلقي أجره من أموال المجتمع لارتكاب جرائم ضد الإنسانية وعليه تحمل عواقب أوامره ووانحرافه عن وظيفته السلمية التي تلزمه بحماية سكان اليمن وعليه إدراك، بحسب التجارب والدروس، أن السلطة تتحول كمشنقة للمتسلطين مهما طال صبر الشعوب.
والسلطة كمشنقة للمتسلطين تجلت وما زالت تتجلى في تجربة التسلط في كل من العراق وليبيا وسوريا واليمن، هي تتحقق آجلاً أو عاجلاً ومهما أنتصبت من معوقات زمانياً، فالمسار لا ينحني الآن بل يتجه صوب سير المتسلطين حديثاً نحو المشانق التي نصبتها لهم السلطة ، لولع المتطرف بالسلطة من قبل المتسلط "منجستوهيلامريام" دفعته إلى فرش شوارع "أديس أبابا" و"أسمرة" بجثامين معارضيه والمشتبه بهم، بعدئذٍ دفع به الشعب إلى "زمبابوي" كلص تلاحقه العدالة وسوف تناله بكل الطرق، والمتسلط صدام حسين وعصابته نصبت له السلطة المنشقة، فصلت رأسه عن جسده بعد أن أهان كرامة ملايين العراقيين وقتل مئات الآلاف وعذب الملايين وشرد الملايين والآن نشاهد الجرائم التي يرتكبها "الصبي بشار الأسد" وعصابته" ضد الشعب السوري الذي طالب بالحرية والكرامة وتلك الجرائم البشعة التي يرتكبها ستتحول إلى مشنقة تفصل رأسه عن جسده، وهكذا.. ستقود السلطة القذاقي وعصابته إلى مشنقتها ولن يفلت أي من المتسلطين من المشنقة.
وهنا في اليمن مثلت العبوة الناسفة التي انفجرت في مسجد الرئاسة في 3 يونيو 2011م مشنقة السلطة والتي حصدت عديداً من المولعين جداً جداً بالسلطة وهي تنطوي على الاستمرارية لأن المتسلطين مازالوا على عجرفتهم يمارسون هوية القمع والإمعان في القتل والتدمير والتنكيل وقطع أرزاق الناس.. هم الآن يدركون مصيرهم ولن يفلتوا من المشنقة التي أعدتها السلطة حتى لو هرّبوا مليارات الدولارات إلى البحرين ومنحهم ملك البحرين قصوراً لإخفاء هذه الأموال بحسب صحيفة "أخبار اليوم" 5/7/2011م، وملف تدمير قرى صعدة ومنازل في مأرب ومنازل في زنجبار وجعار وما حولهما ومنازل في شبوة ومنازل في تعز وقتل الآلاف من السكان في صعدة والجوف وصنعاء وتعز وإب والحديدة والبيضاء وفي كل مناطق الجنوب وتشريد عشرات الآلاف واعتقال الآلاف واعتقال وتعذيب المعتقلين وإخفاء المختطفين ونهب الأراضي والأموال العامة والخاصة يقف خلفه التشبث بالسلطة وتجلى في أبشع صورة في قصف وتدمير منازل أولاد الشيخ الأحمر في الحصبة ومدينة حدة السكنية وقصف وتدمير منازل المواطنين المجاورة لمنازل أبناء الشيخ، إن قتل عشرات المعوزين في مصنع "7" أكتوبر لإنتاج ذخائر الأسلحة وتدمير ساحة الأبطال في تعز لا يمكن أن يكون ذلك موضعاً تنازل أو تسامح من قبل السكان المعنيين بالأمر.
وباعتقادي فإن هذه الوحشية الغابية تقوم بها حشرات اجتماعية ضارة أغوتها السلطة المطلقة المنجبة للفساد المطلق، هذه السلطة التي تنتصب كمشنقة للمتسلطين وهي التي أغرت المتسلطين لارتكابهم جرائم ضد الإنسانية من أجل الاستمتاع واللهو الصبياني بجماجم المسالمين في الساحات وفي المساكن الآمنة وهم يدركون أن ذلك لن يمر أبداً وأن القاعدة الذهبية والواقعية تقول: من قتل إنساناً لا بد أن يقتل، فكيف حينما يرتب سلسلة من الجرائم الجسيمة وخاصة الآمر بالقتل باستغلال السلطة التي أتى إليها موظفاً بسيطاً "مدنياً أو عسكرياً" يتلقى أجراً من المجتمع مقابل الخدمات التي كلفه المجتمع القيام بها.
إن مشنقة السلطة في اليمن ستستقطب إليها عديداً من المتسلطين من الصفين الأول والثاني باعتبارهما مرتكبي جرائم ضد الإنسانية.
عبدالرحيم محسن
السلطة كمشنقة للمتسلطين 2035