إن أصابك اليائس يوماً فقررت الاستسلام والتوقف، فاعرف يقيناً أنك على بعد خطوات من تحقيق هدفك، إن أحسست يوماً .. بأنك مرهق من ركض السنين وأن ابتسامتك تختفي خلف تجاعيد الأيام وأن الحياة أصبحت لا تطاق .. إن شعرت أن الدنيا أصبحت سجناً لأنفاسك وأن الساعات لا تعني إلا مزيداً من ألم وأن كل شيء أصبح موجعاً .. ارسم على وجهك ابتسامه من قهر واسكب من عينيك دمعه من فرح، تذكر دائماً انه بفكرك تستطيع إن تجعل عالمك مليئاً بالسعادة والورود فكرامتك تكمن في فكرك.. فالسعادة نحققها بالأمل وتحقيق النجاح بالعمل فلا تجزع حين تفقد شيئاً يخصك.
تذكر أن كل شي قد كان في لوح القدر قبل إن تكون شخصاً من بين ملايين البشر ولا تجعل في قلبك موضعاً للاستسلام والخنوع والظلام، انظر إلى من حولك بابتسامة تجتاز المسافات وتخترق حواجز الصراع، ابتسم لهم رغم كل ما فيك من قهر وأوجاع .. فأنت هكذا تعيش أقوى من ألمك ومن شيطان نفسك ومن حب ذاتك.
احمل في قلبك ريشة ترسم بها لوحه الإصرار والصمود ليذكرك التاريخ بالمنتصر الصابر ولا تجعله يحمل رصاصة تغتال بها الجمال من حولك .. صد رصاصات الظلمة بقلب جسور وثبات عظيم.
افتح عينيك للهواء والنور، لأتهرب من نفسك وعد إلى النور واحضن عروقك المتفتحة وجراحك التي أصبحت تحتاج لك أكثر، أشعرها بوجودك واشعر أنت بوجودها.
إن خسرت شيئاً فتذكر أنك قد ربحت أشياء وإن فاتك موعد فتذكر أنك قد تلحق موعداً آخر.. فليست الأعباء هي التي تثقل كواهلنا وتهدها وإنما طريقه حملنا لها ..
مهما كانت الآم المخاض طويلة ومريرة والولادة متعسرة وكان القادم مجهولاً أفتح عينيك للأحلام والطموح، فغداً يوم جديد ومستقبل مشرق ووليداً جميل .. ثق ساعتها أن الحياة جميله وأجمل مما تتصور وستجد أن ابتسامةً ما تخرج من أعماقك تخرج من زحمة اليائس والمرارة، تخرج من صميم الذات وأنت راض عنها .. تخبرك بأن الآتي أجمل.. أن الآتي أجمل .
كلمات لها صدى
من صفات الجنة:
أن ... ظلها ممدود ... لمن لا يتعدى الحدود .
عيشها مقيم ... لمن على أوامر الله يستقيم .
بساتينها زاهرة ... لمن له عين لله ساهرة .
ماؤها مسكوب ... لمن بذكر الله أحياء القلوب .
قطوفها دانيه ... لمن روحه لحب الصالحين دانية .
فيها قاصرات الطرف في الخيام ... لمن قصر طرفه عن الآثام .
فيها عينان تجريان ... لمن له اليوم عينان من خشيه الله تدمعان .
لا يسمع فيها لاغيه ... من صان سمعه في دنياه عن السماع لغانيه .
فطوبى .. لمن جوع نفسه ليوم الشبع الأكبر .
وطوبى لمن اظمأ نفسه ليوم الري الكامل .
فطوبى لمن صبر عن شهوات زائلة ليسعد بنعيم جنات خالدة .
* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( لا يصيب أحدا من المسلمين مصيبة فيسترجع عن مصيبته ثم يقول : اللهم آجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها . إلا فعل ذلك به )).
شرف زين
استزراع الأمل . . 1850