لابد أن يتغير كل شي ليكون مواكباً للأحداث والمستجدات حتى الحكم والأمثال يجب أن تتحول لتكون مناسبة للوضع الذي نعيشه وبالذات الحكمة السابقة التي عنونت بها مقالتي لأنه مؤخراً أصبحت العلاقة عكسية بين الاختبارات والكهرباء فكلما أتت الاختبارات غابت الكهرباء وطبعاً هذه العلاقة لها دور بارز في تغيير المعدلات فالممتاز يقبل بجيد جداً والجيد جداً يقبل بجيد والجيد يقبل بالمقبول والمقبول يقبل بالرسوب لأنه لو قلنا بنعدي مسألة طفي لصي وبنذاكر مذاكرة رومنسية على ضوء الشموع ما نقدر نركز من أصوات المواطير اللي تحيط بالسمع من جميع الاتجاهات وناهيك عن أصوات القذائف التي تُطلق بين اللحين والأخر، كل ما نحاول ننسى الأوضاع ونركز بالمذاكرة تجي قذيفة تطير بالمعلومات وأحياناً تطير بالعقل كامل.
ففي فترة الاختبارات تكون نفسيه الطالب غير مستقرة بسبب التوتر والقلق، لذلك أي إزعاج ولو كان بسيطاً يكون له تاثير أحياناً حتى طقطقه قلم أو قلب الصفحة تشوش على الذهن فما بالكم بأصوات المواطير والقذائف طول الليل يعني هذه السنة بتكون أصعب المراحل الدراسية والصعوبة لا تكمن كون اللي يختبروا هم طلاب الثانوية العامة أو الأساسي( الوزاري) أو طلاب كليه الحقوق بجامعه تعز ولكن الصعوبه تكمن بعدم القدرة على المذاكرة بتركيز بسبب قلق من الاختبارات المفاجئة ومن ناحية أخرى الخوف من الأوضاع الراهنة التي لا تتسم بالاستقرار والمصيبة بأن المشكلة لا تتوقف عند طفي لصي وأصوات المواطير والقذائف وأيضا" انعدام وسائل المواصلات في ظل غياب الديزل والبترول يعني الطالب عشان يصل قاعه الاختبار الساعة الثامنة يخرج من البيت الساعة الرابعة فجرا" وإذا كان الاختبار من الساعة العاشرة يخرج من البيت الساعة السادسة والعودة إلى البيت بنفس الطريقة لأنه مش معقول انه بكر يمشي مشي لقاعه الاختبار وبالمرواح بتجي طائره توصله!!! يعني حلقت المصائب على رأس الطالب من جميع الاتجاهات يرجع الطالب للبيت قده هلكان مش طايق روحه وما يمسك الكتاب إلا يوم ثاني ويسهر على ضوء الشموع التي هي الأخرى ماتعمرش ربع ساعة.
أنا اليوم أكتب نموذجاً واقعياً فأنا تقريباً شرحت وضعي اليومي مع المذاكرة كوني طالبة بكلية الحقوق الكلية الوحيدة اللي تحتبر بجامعه تعز، لذلك بعد ماشرحت بعضاً من معاناتنا أوجه نداء إنساني لجميع الدكاترة والمدرسين الذين سيقومون بتصحيح الدفاتر أقول لهم بعد التحية والاحترام.
أناشدكم باسمي ونيابة عن زملائي أرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ونرجوا أن تراعوا الطلاب أثناء التصحيح وتجعلوا كل هذه الأزمات نصب أعينكم لأنه من الطبيعي أن تكون إجابات الطلاب تحمل معاناة لا كهرباء ولا مواصلات ولا غاز ولا بترول وإلى جانب الأوضاع الغير مستقره التي تجعل التشتت وعدم الاستقرار هو المسيطر على نفسيه الطالب، كل هذه الأشياء التي لا تحمل التفائل تجعلنا نحملكم أمانة مراعاة الطلاب عند التصحيح ولا تكونوا أنتم والحكومة علينا...
*بقايا حبر:
العيش بريف يحتضن الهدوء والسكينة أفضل من العيش في مدينة تحتضن الضوضاء في آزقتها وشوارعها فلا نسمع في ليلها سوى صوت الخوف ولا نرى في نهارها سوى تقاسيم ذلك الوجه الشاحب الذي ظهرت على ملامحه تجاعيد الألم، هذه هي مدينتي التي أوصلني عشقي لها بأني أفضل هجرانها حتى أبتعد عن ذلك الحزن الذي يحاصر عشقي لها كلما أسمع تناهيدها والتمس نزيف جرحها فاعذريني أيتها الحالمة..!!!
naaemalkhoulidi23@hotmail.com
نعائم شائف عون الخليدي
من جد وجد ومن ذاكر بالشمع حصد..! 1943