;
د. محمد عبدالله الحاوري
د. محمد عبدالله الحاوري

الثورة ضمانات باقية 2104

2011-07-03 01:55:03


إن الضمانات الحقيقية للثورة تتمثل في الآتي:
1. الإيمان بعدالة قضيتنا الثورية، فشعبنا كله يؤمن بعدالة قضيته، وصامد في مطالبته، فثورتنا ثورة عدل ضد الظلم، والعدل باق لأن اسم الله العدل، والظلم زائل لأن الله لا يحبه وحرمه ولعن أهله، وهي ثورة مساواة ضد التمييز، والمساواة باقية لأنها صميم الإنسانية والتمييز زائل لأنه اعتداء على الإنسان المكرم، وثورة حرية ضد الاستبداد والاستعباد، والحرية هي قيمة الوجود الإنساني، إن لم تكن أهم قيم ذلك الوجود كله، وبدونها لا فرق بين الشياة وبين البشر، بين مجتمعات الديدان والمجتمعات التي ترضخ تحت الاستبداد والاستعباد.
 ومن هنا فإن الثورة هي لب الأمر بالمعروف، وجوهر النهي عن المنكر، وعمق العمل بمبادئ الإسلام الأساسية، فالعدالة الاجتماعية التي نريدها يوضحها عمر الفاروق حين يقول عن توزيع الثروة لكل مواطن: إن أعش فليصلن الراعي في صنعاء حضه من هذا المال غير متعتع فيه، أي يصله دون أية مشقة. ونريد فصلاً بين السلطات واستقلالاً للقضاء واحتراماً لهيبته، فحين يختصم أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه ويهودي في درع، ويقف رئيس الدولة أمام القضاء، يقضي القاضي بالدرع لليهودي، لعدم كفاية الأدلة، هذا هو التدين الذي جاء به الإسلام وهؤلاء هم المتدينون الذين رباهم محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
2. إن التدين يحارب الاستبداد وكلما قوي التدين لدى الأفراد والمجتمعات كانت مقاومتها للاستبداد أشد، ومحاربتها له أعظم، وهذا تاريخ علماء الإسلام مثبت ومحفوظ نجدهم يرفعون عقيرتهم وحتى سلاحهم القتالي ضد الظلمة ويخرجون من ديارهم وأهليهم ينصرون الحق ويخذلون الباطل، فالحسين عليه السلام خرج ضد يزيد وفقهاء العراق بقيادة ابن الأشعث خرجوا ضد الحجاج بن يوسف، وزيد بن علي زيد الشهيد خرج ضد هشام بن عبد الملك، وهؤلاء هم علماء الإسلام الأعلام، فالمتدين محارب شرس ضد الاستبداد والمستبدين.
ومن هنا فإن القوة الإيمانية تتمثل في جانبين الجانب الأول: السعي لمرضاة الله تعالى بالعمل بمقتضى أمره ونهيه، في تحريم موالاة الظالمين، وإيجاب الإنكار عليهم في ظلمهم، والصبر على هذا الأمر، والجانب الآخر في النظر في المنافع الدينية والدنيوية بزوال هؤلاء الظالمين، لأن بقاءهم يعني بقاء الأزمات، بقاء هؤلاء الظالمين يجعلنا في سجن كبير، يقطعون الكهرباء بلا سبب ويديمون إضاءتها بلا سبب، يصنعون أزمة في الغاز ويزيلونها لا تدري لم قامت وكيف انتهت، يمنعون وصول المشتقات النفطية وهي موجودة في القاطرات على أبواب المدن، هؤلاء الظلمة يعتبرون اليمن عزبة لهم فقد جعلوا البنك المركزي حساباً خاصاً، يعبثون به كيف يشاءون، فشغلوا الناس عن واجباتهم الحياتية دنيا ودين، فإزالة هذا المنكر المتسلط على الرقاب يحتاج الصبر، وقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن الصبر ضياء، فبين أنه ضوء فيه نور وإحراق، نور ينير الدرب لا نضل، وإحراق يحتاج منا ثباتا فلا نمل ولكن ننظر الأفق في الأجر الكبير، وتحرر وطننا وأهلنا، ومستقبل أبنائنا من الارتهان لحفنة من الناس تتباهى بإخافتنا، وتتنافس في التصريحات التي تقلق الناس، وتجتهد في خنق الوطن والعبث بمقدراته، وهو أمر لا يمكن أن يدوم فالشعوب باقية والظلمة زائلون.
3. إن الوطنية في القلوب الأحرار لا تقبل المستبدين، فالوطنية زاد الثورة، وترنيمة الثوار، وعمل المعتصمين، إن كل من في قلبه غيرة، وفي فؤاده حب لنفسه ووطنه، لا يقبل الضيم، ولا يرتضي الهوان، ولا يتوانى عن دفع ضريبة الحرية، في رجولة وإباء وشمم. لا يوجد شخص يجب الوطن ثم يرضى بقتل المواطنين، أو يقبل بقصف بيوت اليمنيين، والعدوان على مصالحهم ومحاربتهم في ضروريات حياتهم، إن الوطنية فعل يقدس الفداء للأوطان.
4. إن الظلم مثل النار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله، إن القوة لا تمثل شرعية، ولا تعطي الإنسان أي إنسان شرعية، القوة يمكن أن تجعل منك قاتلا، أو تصنع منك مجرما، أو تنمحك القدرة على الإفساد في الأرض، أو تستطيع من خلالها إزهاق الأنفس أو تقتيل النساء والأطفال الرضع، تستطيع فعل كل ذلك، لكنها لا تمتلك أن تعطيك الشرعية، ومن هنا فإن خطيئات الظالمين تحيط بهم فتهلكهم.
5. إن النصر مع الصبر، وإن في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا، وإنك لن تنال ما تحب حتى تصبر على ما تكره، وغدا يتباهى الثوار أمام أبنائهم وأحفادهم بصبرهم على طول ثورتهم، وغدا يروون لهم ذكريات الاعتصامات، وحكايات الثورة، وأحاديث الثوار، ومواقف الشهداء، وبطولات الأحرار، وروعة الشعارات، وجمال الأمسيات، وعظمة الأخوة بين المعتصمين، غدا نقول لأبنائنا لقد ناضلنا ونمنا على الإسفلت وقرصنا الجوع حينا وأتعبتنا أشعة الشمس حينا آخر، ولعلع الرصاص على رؤوسنا في أحايين كثيرة، ورأينا عظمة جماهير شعبنا، وشاركنا في صناعة النصر لأمتنا، غدا تشرق الابتسامات على الوجوه وهي ترى راية اليمن ترفرف، وقامة اليمن تمتد في الأفق الفسيح.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد