يستأثر حالياً باهتمامي موضوعان حيويان، كلاهما بالغ الأهمية ولا يحتمل التأخير لمواكبتهما للحدث، أما الموضوع الأول فيخص جهود الإغاثة المزعومة لنازحي أبين وتساؤلات عن حقيقة تبرع نائب الرئيس وفيما إذا كان المبلغ المتبرع به 200 مليون ريال يمني أم 200 دولار أميركي وفي الحالتين تظل الأسر المستحقة في منأى عنها وعن أهمية الموضوع فبتزامنه مع قيام النازحين بتظاهرة احتجاجية من المتوقع خروجها يومنا هذا السبت لإيصال رسالتها إلى الجهات المعنية.
والموضوع الثاني يخص بعثه الأمم المتحدة التي لا أعلم إن كانت ماتزال في عدن أم غادرتها، فنحن في وقت أحوج ما نكون فيه لجهودها لرأب الصدع.
وبينما أنا في حيرتي هذه بدا لي أن الموضوع الثاني لا يحتمل التأخير فلعله يؤتي ثماره الطيبة ولعل الجهود تتوج بالنجاح من وقف للاقتتال وحقن للدماء وتوفير للخدمات الرئيسية من مياه وكهرباء حتى يعود العباد إلى مدنهم وقراهم التي افتقرت إلى أبسط مقومات الحياة، رغم صمود بعض الأسر التي لا طاقة لها بتكاليف النزوح وبعض الشباب الذين آثروا البقاء لحماية الأحياء من اللصوص أو لكونهم يفتشون عن عمل ما بالأجر اليومي للتخفيف من أعباء أسرهم النازحة أو يعملون على رعاية مواشيهم حتى لا تموت من شدة الجوع والضمأ فهي مصدر رزقهم إلا إنهم وجدوا أنفسهم محاصرين إجبارياً إذ لا مواد غذائية ولا محلات تجارية وحتى البوز التي توفر لهم جرعة الماء اللازمة قصد هذه الأسباب فضلاً أن معاناة النازحين كلها تدفعنا للتأكيد على أهمية زيارة بعثة الأمم المتحدة للعاصمة زنجبار للوقوف على أبرز المستجدات فيها وللإطلاع على حجم المأساة وما آلت إليه الأمور فيها من سفك للدماء وإزهاق للأرواح التي حرمها الله وتدمير للممتلكات العامة والخاصة والإجهاز على البنية التحتية وما صاحبه من تشريد للعباد وتخبطهم وتشتيت شمل الأسر ومعاناة تكاد أن لا تنتهي وشباب يعاني البطالة المقيتة التي كان يتغلب عليها بأجر يومي في هذا المزرعة أو تلك الورشة أما اليوم وبعد أن نزح فهيهات أن يجد ضالته رغم عوزه وحاجته التي سينافسه عليها قطعان الصومال ووجد نفسه يعيش الغربة في وطنه وبين أهله وإن ضاق به الحال وقرر العودة وجد كل الظروف له بالمرصاد وقد سبق أن وجهنا نداءات عاجلة إلى جميع المنظمات الإنسانية والحقوقية المحلية والإقليمية والدولية لبذل كل جهدها لإعادة السلام إلى مدينة زنجبار التي عانت الأمّرين بسبب المواجهات المسلحة التي دخلت منذ أيام شهرها الثاني من دون أن نجد أي أمل في الأفق يلوح لإحباط كيد الشيطان ونزع فتيل الحرب التي يستعر لهيبها بين أبناء العقيدة الواحدة والأخوة في دين الله في هذه الأشهر الحرم، فضلاً عن ما لحق بالمواطنين من أذى وكأن الناس ناقصين هم وغم وتهجير وترعيب ولصوص تسترزق من معاناتهم وتشردهم رغم إدراك الجميع حقيقة هذه الدنيا الفانية..
إن الواجب يحتم على الفريق/ عبدربه منصور ـ نائب رئيس الجمهورية وابن أبين التدخل السريع وبذل الجهود اللازمة لإيجاد الحلول المجدية وإن كان في الحوار الحل فلم لا؟.. المهم أن يسود الأمان ويعم السلام والاطمئنان وننعم بلذة الهدوء والاستقرار.
إننا اليوم نجدد مناشدتنا لوفد بعثة الأمم المتحدة أن يضع زنجبار ضمن خارطة أعماله ولو في الملحقات أو المتفرقات ونطالب الأستاذ/ هاني مجلي أن ينظر لمعاناة النازحين الراغبين في عودة إلى بيوتهم والحالمين بعودة لم الشمل فقد ضاق بهم الحال وانقطعت بهم السبل ونحن لا نطالب برفع تقارير ولكن القيام بالواجب الإنساني تجاه النازحين والمنكوبين وأن يحث الأطراف المعنية للإسراع بالتجاوب اللازم وإيجاد الحلول ألم يقل أثناء تقصيه للحقائق: "لازم من حلول لأن كل طرف يتهم الآخر وكل واحد يحمل المسؤولية الآخر".
إذاً هي فرصة سانحة ندعوه فيها للجلوس مع كل طرف وبذل كل الجهود المستطاعه لما من شأنه الإسهام في عودة المواطنين إلى بيوتهم، فجميع النازحين يريدون العودة والأمان والاطمئنان بين أهليهم وصحبهم وذويهم فهل ستجد مناشداتنا العاجلة ونداءاتنا المتكررة الأذن الصاغية أم سيكون حظها أقرب سلة للمهملات؟.
عفاف سالم
بعثة الأمم المتحدة أين هي من معاناة النازحين 1801