حتى امتحاناتنا الوزارية غير كل الامتحانات في كل الدنيا، طلاب وعسكر وصعاليك يجتمعون في ساحة واحدة، لا تدري ماذا تسميها مقر امتحان؟، ساحة حرب؟، أم صالة في نادي لاستعراض العضلات.
من المفروض أن الامتحان يأتي في آخر العام لتقييم مستوى تحصيل الطالب خلال عام كامل، وهو أمر بسيط وطبيعي للغاية والمفروض أن يسير بشكل هادئ وفي أجواء عادية وطبيعية تتيح فرصة للطالب في أن يعتمد على نفسه ويظهر مستواه الحقيقي، لأن ذلك في صالحه أولاً وصالح هذا البلد, فكم من طلاب يتخرجون من الثانوية بمعدلات عالية حصلوا عليها عن طريق الغش والرشوة وهم في الحقيقة لا يجيدون حتى كتابة أسمائهم بشكل صحيح، ناهيك عن مستوى وعيهم وثقافتهم المتدنية جداً، فكيف سيدخلون الجامعات وبأي طريقة سيتخرجون منها ومثل هؤلاء كيف يمكن أن يبنوا وطناً ويصبحون فيه مسؤولون عن حياة الناس وقد بدأوا حياتهم العلمية بغش ورشوة؟، وهم يمثلون شعاع الأمل في التغيير وبناء المستقبل الجديد، فلما كل هذا التعقيد والتأزيم الغير مبرر وفي كل عام تتكرر نفس المشاكل بنفس الصورة، فلا الحكومة استطاعت أن تحل المشكلة ولا أولياء الأمور تركوا المسألة تسير بشكلها الطبيعي.
متى سندرك أن هذا الطالب الذي تعود على الغش وأصبح الغش بالنسبة له أمر عادي هو نفسه من سيكون في الغد طبيب يغش في دواء المريض وهو التاجر الذي سيطفف كيل بضاعته، وهو ذاته من سيصبح ذات يوم مسؤول مرتش وسارق.
إلى متى سنظل نسير أمورنا بهذه الطريقة الهمجية ونربي أجيالنا على سلوكيات مدمرة ومفاهيم خاطئة، ثم نعود ونشتكي من ظروف نحن من رمى بذرتها في الأرض ونحن من سنجني ثمارها المؤلمة في المستقبل.
جواهر الظاهري
الامتحانات الوزارية.. مأساة تتكرر كل عام 2046