;
عبدالمعين المضرحي
عبدالمعين المضرحي

المسؤولية بين الواجب والمأمول 1938

2011-06-29 03:39:39


كي نؤسس لمرحلة فارقة، تقطع الصلة بلؤم الماضي وتجسر الهوّة بين "اليمن" و"السعيد"، يجب أن يتحمل الكل مسؤوليته.
علينا جميعاً استشعار مسؤولياتنا تجاه أنفسنا وهذا الوطن، علينا التحلي بأكبر قدر من الجرأة ونعترف بأننا جميعاً –بلا استثناء- مسؤولون عما جرى ويجري في هذا البلد وأننا عوامل مؤثرة وفاعلة سواء بتمادي الإشكاليات وتعقيداتها أو بإحلال الحلول والحد من التداعي.
منذ انطلاق الثورة الشبابية ونحن نسمع الكثير يدعم ويؤيد مطالب الشباب بما في ذلك رئيس الجمهورية والآن وقد جاوزت الثورة شهرها الرابع مصحوبة بالكثير من المتغيرات والمستجدات، وممهورة بالكثير من الدماء الطاهرة ولازلنا نسمع ونرى من يكفر بها جهرة ويكفر أهلها بلا استحياء، هذا النهج يصرف الحلول التي تُلمح في الأفق القريب ويخلق المزيد من الفرص لمن أراد باليمن عبثاً وشروراً.
ما يحدث في اليمن ثورة بما تعنيه هذه الكلمة –وإن أُريد لها غير ذلك- وهي ثورة ناضجة خلقها عاملان رئيسيان الأول في إفرازات نظام طال أمده لم يدع ما يمكن من محاولة علاجه والتواؤم معه ولم يترك أي مبرر للإبقاء عليه.
وتجلى الثاني في شباب تشرب من مصاف العصر، فأبى أن يعيش خارج العصر، خالعاً عباءات الماضي وإرثه الثقيل، ورامياً بأحاديث الكهنة والمنجمين عرض الحائط، فاستحق بذلك الريادة.
وهنا في اللحظة العصيبة التي نعيشها، نعتقد أن القفز السياسي على الثورة وعدم الإيمان بالمعطى الثوري سلوك مسيء وخيار لا يسهم في حلحلة المشكلات ونهج لا يخدم اليمن ولا اليمنيين، ولذلك ندعو الجميع إلى التسليم بالثورة ونرى أن هذا التسليم –وحده- القادر على خلق أرضية قوية يمكن منها الانتقال بثقة إلى الخطوات المفيدة التالية، إننا جميعاً نعلم أن: الفقر، البطالة، الجهل، التخلف، المحسوبية، التوريث، تدني حاجيات الحياة الضرورية ومستوى الخدمات، الأزمات القاتلة المفتعلة، التهميش، غياب القانون، عدم حيادية القضاء والمؤسسات الرئيسية في الدولة و.. و... و....إلخ، اجتمعت كلها في النظام وذاق الجميع مرارتها، ونعرف أن مفردة واحدة مما سبق ذكره كفيلة بأن تشعل ثورة في المجتمعات الديمقراطية الحديثة، فما بالكم وقد اجتمعت لدينا كلها؟، بالتأكيد أنها مجتمعة تمتلك الأهلية الكافية لقيام ثورة وهو ما حصل فعلاً، فما هو مبرر الإنكار ولماذا يستنكر البعض على نفسه الاعتراف بالثورة، ولماذا نكفر بالنتيجة ونحن مؤمنون بالأسباب، أي خور في التفكير هذا؟!
كيلُ التهم للثورة ومن يناصرها وينضوي تحت مظلتها اختلال مهني وأخلاقي يجب أن ينتهي، يجب أن تركز جهود الإعلام حول الأزمات المفتعلة التي تخنق الشعب كل ساعة وحين.
اليمن لا يتحمل المزيد، الشعب ضائق بما لقي ويلاقي من الأزمات، يجب علينا جميعاً أن نعي حساسية اللحظة وحرج المرحلة وخطورة الظرف الراهن، ما كان في الماضي فرض كفاية هو فرض عين في الحاضر المعاش، والمستقبل المرتقب.
حسب الثورة ما طالها من قمع واعتداء ويكفي أنصار النظام ما نالهم من "دغر" و"طارق" و"اليماني" وباقي الجوقة، هؤلاء يجب أن يوضع حد لأدوارهم الأراجوزية، لأنهم لا يقلوا جرماً عن كل من قابل ثورتنا السلمية بالرصاص.
هؤلاء قراصنة الأمن الاجتماعي ومغتالو السكينة العامة، يجب أن نخلص من كل هذا الابتزاز كي يتسنى لنا خلق مناخ صحي آمن، يحتضن كافة الأطياف والقوى ويحثها على الإسراع والشروع في اتخاذ ما يلزم ويقيل عثرة اليمن ويجنبه الكثير من المزالق.
يجب الدخول في مؤتمر وطني يتسع للحوار الأفقي والعمودي والمتقاطع، ويتيح للجميع تقليب الأمر على مختلف الأوجه، ومن ثم النظر بعين الولاء والحرص على اليمن وإيجاد من يجب وما لا يجب، بذلك نتمكن من ضبط الأوضاع والسيطرة عليها قبل الانغلاق المميت الذي يراد للبلد واليمنيين.


الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد