هل نحن حقاً شعب متخلف أم جاهل؟، أم شعب طيب إلى حد السذاجة؟، أم أننا شعب صبور، صبر الجبال وقنوع حد الخنوع؟.
أسئلة دارت في ذهني بعد سماعي لنقاش ساخن دار داخل حافلة كانت تقلنا من جولة القصر إلى شارع الكمب الذي يقع فيه قصر الرئيس وقصر الشعب، ولأن الطريق مقطوعة ولا يسمح بالمرور إلى ذلك الشارع مباشرة، نضطر لركوب الحافلة المتجهة إلى العسكري وهي طريق طويلة إلى حد ما.
المهم كان الإخوة في الحافلة يتبادلون النقاش حول الأوضاع المتأزمة ومنها أزمة البترول والديزل طبعاً, كان جدالاً حاداً، فمنهم من أرجى الأزمة إلى الحكومة ومنهم من ادعى بغباء أن السبب هي الثورة، اعتدنا على سماع هذه المجادلات في كل مكان، لكن ما شد سمعي هي جملة قالها أحد المتكلمين بغضب وحزن في آن واحد وهي نحن شعب غبي ونحن من أوصل أنفسنا إلى هذا الحال بسكوتنا عن الظلم والفساد حتى استشرى في خلايا الوطن بأكمله.
يبدو لي أنه لم يتخطى الحقيقة كثيراً حين بدأت أزمة البترول والديزل من ثاني يوم رفع أصحاب الحافلات التسعيرة على الراكب من ثلاثون ريال للراكب إلى خمسين ريالاً وكأنهم يعاقبون المواطن الذي لا حول له ولا قوة مع أنه كان الأولى بهم أن يتظاهرون ويحتجون ويعتصمون أمام من بقي من المسؤولين في هذا البلد والذين يصنعون الأزمات ليكسبوا أضعافاً مضاعفة، وحين ترتفع قيمة الدبة الغاز تجد المواطنين يسارعون في الشراء ويدفعون أي مبلغ يطلب منهم والأمر كذلك مع بقية المواد الغذائية، كلما ارتفع سعرها تكالب الناس على شراء المزيد منها وتكديسها خوفاً من انعدامها وهذا هو ما يفتح شهية التجار والمسؤولين أصحاب النفوس المريضة التي لا تشبع أبداً.
والمفروض هو العكس, على الناس أن يتعلموا أن لا يخضعوا أبداً للظلم من أي جهة كانت وأن يفقهوا جيداً السبل الصحيحة في أخذ حقوقهم والوقوف بحزم وتكاتف في وجه الفساد، فإذا رفع أحدهم الأسعار علينا رفض بضاعته وعدم الرضوخ للأمر الواقع حتى يعرف أن الله حق ويتقيه في عباده وإذا طلب أحد المسؤولين عن مصالحنا المال مقابل عمل ينجزه لنا علينا أيضاً الرفض وبشدة ومعرفة أن لا شيء يبيح الرشوة مهما كانت حاجتنا إليه وكل هذه الأمور تحتاج لشجاعة وصبر وتوكل على الله سبحانه وتعالى.
نحتاج فعلاً ثورة لتطهير النفوس من الخوف والذل لغير الله ونحتاج لأن يعي الناس أن كل فرد في هذا الوطن هو مسؤول مسؤولية كاملة عن كل ما يجري فيه سلباً كان أم إيجاباً، خيراً أم شراً وحان الوقت كي نكون دائماً يداً واحدة ضد كل عابث بحياة الناس وأمنهم واحتياجاتهم، فالرشوة حرام كما إن السكوت على الظلم والرضا بالفساد حرام أيضاً.
قال تعالى: (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون)..
فيا أيها اليمنيون اتحدوا جميعاً، حان الوقت لنكون يداً واحدة من أجل وطن يحتاجنا جميعاً لنبنيه ونعمره من جديد, فقد وصل العالم القمة في حين مازلنا في القاع نتشاجر ونتخاصم من أجل شخص أخرنا قروناً عن بقية الأمم.
جواهر الظاهري
أيها اليمنيون اتحدوا 2085