إن على الإعلام بتبيين سبيل المجرمين وتوضيحها حتى لا يقع فيها أحد، قال تعالى: {وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ} (55) سورة الأنعام.
يقول سيد قطب: إنه يكشف عن خطة المنهج القرآني في العقيدة والحركة بهذه العقيدة! إن هذا المنهج لا يُعنى ببيان الحق وإظهاره حتى تستبين سبيل المؤمنين الصالحين فحسب، إنما يعنى كذلك ببيان الباطل وكشفه حتى تستبين سبيل الضالين المجرمين أيضاً..
إن استبانة سبيل المجرمين ضرورية لاستبانة سبيل المؤمنين، وذلك كالخط الفاصل يرسم عند مفرق الطريق! إن سفور الكفر والشر والإجرام ضروري لوضوح الإيمان والخير والصلاح، واستبانة سبيل المجرمين هدف من أهداف التفصيل الرباني للآيات، ذلك أن أي غبش أو شبهة في موقف المجرمين وفي سبيلهم ترتد غبشاً وشبهة في موقف المؤمنين وفي سبيلهم، فهما صفحتان، متقابلتان وطريقان مفترقتان.. ولا بد من وضوح الألوان والخطوط.. بحيث لا يختلط السبيلان ولا يتشابه العنوانان، ولا تلتبس الملامح والسمات بين المؤمنين والمجرمين.
إن الإعلام موكل إليه بيان سبيل المجرمين، وتوضيحها، وتسليط الأضواء عليها، حتى لا يقع فيها المسلم دون شعور، وهذا هدي القرآن الكريم، وعليه سار الصحابة، يقول حذيفة بن اليمان: "كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ e عَنْ الْخَيْرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنْ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ، فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: وَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ. قَالَ: نَعَمْ وَفِيهِ دَخَنٌ. قُلْتُ: وَمَا دَخَنُهُ؟ قَالَ: قَوْمٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي، تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ. قُلْتُ: فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: نَعَمْ. دُعَاةٌ إِلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ، مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صِفْهُمْ لَنَا. فَقَالَ: هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا. قُلْتُ: فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ قَالَ: تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ. قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلَا إِمَامٌ؟ قَالَ: فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا، وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ، وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ"(1) وفي بعض الروايات فقيل له: "لم فعلت ذلك؟ قال: من اتقى الشر وقع في الخير"(2).
إن التضليل الإعلامي الكبير الذي تضخه وسائل الإعلام اليوم؛ هدفه لبس الحق الباطل، وهو هدف كفري قديم، قال تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} (71) سورة آل عمران. سبحان الله الخطاب لأهل الكتاب، وهم من يملك وسائل الإعلام المعاصر، ويقوده نحو العصيان، والتمرد على الله.
لقد تم إضلال العباد عن ربهم بطريقة منهجية منظمة، بطريقة مدروسة مخططة؛ تستهدف إخراج الناس من دينهم، وتزيين الباطل لديهم، في مكر متصل يتصل ليله بنهاره، فآلة الإعلام المعادي للإسلام تزين الكفر، والفسوق، والعصيان، وترغب الناس في إتباع الشهوات، وتبذل في سبيل ذلك الأموال الطائلة، والجهود الكبيرة، ولا بد من مقارعة الفكرة بالفكرة، واستخدام وسائل العصر وكل إمكانياته لنشر الحق، وتسخيرها في مرضاة الله تعالى.
وقد دلت الأحاديث الصحيحة أن الأمة المسلمة ستبتلى بإتباع سنن من كان قبلها، من الأمم فارس والروم، وفي رواية: اليهود والنصارى، فدل على تسرب الصفات الكفرية من الفريقين في داخل هذه الأمة.
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه" قالوا: يا رسول الله: اليهود والنصارى؟ قال: "فمن"(3).
وعن أبي هريرة عن النبي قال: "لتأخذن أمتي مأخذ القرون قبلها شبرا بشبر وذراعا بذراع قالوا: فارس والروم؟ قال: فمن الناس إلا أولئك"([4]).
لذلك هم يدعوننا بكل قوتهم للسير في طريقهم وصدنا عن دين الله تعالى، وهذا يفسر لنا الاستماتة الكبيرة والجلد العظيم الذي يبذلونه في إضلال هذه الأمة الموحدة، وكيف يزينوا لها اتباع سننهم والاتصاف بأخلاقهم والسير على منهجهم، طمعا في إخراجها من دينها وسلخها عن هدي نبيها.
وذكر ابن بطة([5]) عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما، قال: "أول ما تفقدون من دينكم الخشوع، وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة، وليصلين النساء وهن حيض، ولينقضن الإسلام عروة عروة، ولتركبن طريق من كان قبلكم حذو النعل بالنعل، وحذو القذة بالقذة، لا تخطئون طريقهم، ولا يخطأ بكم" قال الشيخ ابن بطة: فلو أن رجلا عاقلا أمعن النظر اليوم في الإسلام وأهله لعلم أن أمور الناس تمضي كلها على سنن أهل الكتابين وطريقتهم وعلى سنة كسرى وقيصر، وعلى ما كانت عليه الجاهلية، فما طبقة من الناس وما صنف منهم إلا وهم في سائر أمورهم مخالفون لشرائع الإسلام، وسنة الرسول e، مضاهون فيما يفعل أهل الكتابين والجاهلية قبلهم، فإن صرف بصره إلى السلطنة وأهلها وحاشيتها، ومن لاذ بها من حكامهم وعمالهم وجد الأمر كله فيهم بالضد مما أمروا به، ونصبوا له في أفعالهم وأحكامهم وزيهم، ولباسهم، وكذلك في سائر الناس بعدهم من التجار والسوقة، وأبناء الدنيا وطالبيها من الزراع والصناع والأجراء والفقراء والقراء والعلماء إلا من عصمه الله. ومتى فكرت في ذلك وجدت الأمر كما أخبرتك: في المصائب، والأفراح، وفي الزي، واللباس، والآنية، والأبنية، والمساكن، والخدام، والمراكب، والولائم، والأعراس، والمجالس، والفرش، والمآكل، والمشارب، وكل ذلك يجري خلاف الكتاب والسنة بالضد مما أمر به المسلمون، وندب إليه المؤمنون، وكذلك من باع، واشترى وملك، واقتنى، واستأجر، وزرع، وزارع، فمن طلب السلامة لدينه في وقتنا هذا مع الناس عدمها، ومن أحب أن يلتمس معيشة على حكم الكتاب والسنة فقدها، وكثر خصماؤه، وأعداؤه، ومخالفوه ومبغضوه فيها، فالله المستعان. فما أشد تعذر السلامة في الدين في هذا الزمان، فطرقات الحق خالية مقفرة موحشة، قد عدم سالكوها، واندفنت محاجها، وتهدمت صواياها وأعلامها، وفقد أدلاؤها وهداتها، قد وقفت شياطين الإنس والجن على فجاجها وسبلها تتخطف الناس عنها، فالله المستعان، فليس يعرف هذا الأمر ويهمه إلا رجل عاقل مميز، قد أدبه العلم وشرح الله صدره بالإيمان.
إن وسائل الإعلام المعادي للإسلام تنشر فجورها، بجهود مخططة مدروسة، وعلى كافة المستويات في السياسة، والاقتصاد، والاجتماع، والتربية، وتسميم الأفكار بالانحراف بالقيم عن الصراط المستقيم بالتمثيليات، والمسرحيات، والأفلام، والأغنيات، والصحافة، والقصة، والرواية، والشعر، والأزياء، وغيرها مما تبتكره، وتجيد استخدامه، والأمة أحوج ما تكون اليوم لإحياء الخطاب الديني في جانب الإعلامي لنوجد المسرح الملتزم، والتمثيلية الهادفة، والفيلم الجيد، والسينما النظيفة، أي الإعلام المتعبد لله، حتى نجلو عن الأمة كابوس الإعلام المنحرف الخبيث، وكل هذا من بيان سبيل المجرمين.
إن واجب الإعلام تبيين سبيل المجرمين وتفصيلها، وأن ذلك من مهام الدين الجليلة، والله تعالى قد بين في كتابه سبيل المؤمنين مفصلة، وسبيل المجرمين مفصلة، وعاقبة هؤلاء مفصلة، وعاقبة هؤلاء مفصلة، وأعمال هؤلاء، وأعمال هؤلاء، وأولياء هؤلاء، وأولياء هؤلاء، وخذلانه لهؤلاء، وتوفيقه لهؤلاء، والأسباب التي وفق بها هؤلاء، والأسباب التي خذل بها هؤلاء، وجلَّا سبحانه الأمرين في كتابه، وكشفهما، وأوضحهما، وبينهما غاية البيان حتى شاهدتهما البصائر، كمشاهدة الأبصار للضياء والظلام.
ويقوم الإعلام ببيان عاقبة المجرمين، والسير في الأرض بهذا الغرض، يقول تعالى: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ } (69) سورة النمل والآثار مجال خصب لذلك، يتبن من خلالها عاقبة المجرمين المكذبين، قال الله تعالى: {أَوَ لَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِن وَاقٍ (21) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانَت تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَكَفَرُوا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (22) سورة غافر حتى ينفض عن الناس غفلتهم عن آيات الله فيها، قال تعالى: {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ} (92) سورة يونس.
ولكن من سنة الله أيضا ابتلاء المؤمنين بالمجرمين؛ ليظهر صدق إيمانهم، قال تعالى: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ } (110) سورة يوسف.
إن سبيل المجرمين تتضمن أنواعا كثيرة من الإجرام يسلكها المجرمون، فالتكذيب بآيات الله ووعيده إجرام، قال الله تعالى: {هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ } (43) سورة الرحمن.
والاستكبار عن آيات الله إجرام، قال تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنتُمْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ} (31) سورة الجاثية.
والنفاق إجرام، قال الله تعالى: {يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ اسْتَهْزِؤُواْ إِنَّ اللّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ (64) وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ (65) لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ (66) } سورة التوبة.
والظلم إجرام يهلك الله من يقع فيه ويخلف أناسا آخرين ابتلاء واختبارا، قال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (13) ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلاَئِفَ فِي الأَرْضِ مِن بَعْدِهِم لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (14) } سورة يونس سورة يونس.
والتولي عن الله تعالى إجرام، قال الله تعالى: {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ} (52) سورة هود.
والإعراض عن آيات الله ظلم وإجرام، ينتقم الله تعالى من فاعليه، قال تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ} (22) سورة السجدة.
وإتباع الترف والشهوات إجرام قال سبحانه وتعالى: {فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مَا أُتْرِفُواْ فِيهِ وَكَانُواْ مُجْرِمِينَ} (116) سورة هود.
ومن الإجرام ترك الانتفاع بالقرآن والإيمان به، قال الله تعالى: {كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (200) لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (201) } سورة الشعراء.
والاستغناء عن الله وعدم شكره تعالى إجرام، قال تعالى حكاية عن عدو الله قارون: {قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ} (78) سورة القصص.
وإتباع الظلمة في ظلمهم والعصاة والطغاة بدعوى الضعف إجرام، قال سبحانه وتعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَن نُّؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ (31) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءكُم بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ (32) وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (33) } سورة سبأ.
وقطع الصلاة، وعدم الحض على طعام المسكين، والخوض مع الخائضين، والتكذيب بيوم الدين إجرام يوجب النار والعذاب الأليم، قال تعالى عن أصحاب اليمين: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38) إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ (39) فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءلُونَ (40) عَنِ الْمُجْرِمِينَ (41) مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46) حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ (47) فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ (48) } المدثر.
([1]) رواه الشيخان.
([2]) رواه أحمد
([3]) متفق عليه.
([4]) رواه مسلم وأحمد وابن بطة العكبري، صححه في شرح العقيدة الطحاوية للألباني.
([5]) الابانة الكبرى لابن بطة العكبري.
د. محمد عبدالله الحاوري
ولتستبين سبيل المجرمين 2880