;
د. محمد عبدالله الحاوري
د. محمد عبدالله الحاوري

سلام أيُها الوطن الكبير 2218

2011-06-23 03:23:25


استهلال:
يا أبين ويا تعز ويا كل ربوع الوطن الغالي الحبيب كأنكم المعنيين بقول الشاعر:
كيف الأرامل فيك بعد رجالها ** وبأي حال أصبح الأيتام
هذي بيوت أقفرت وانتابها  **   بعد البشاشة وحشة وظلام
يا ليت شعري في البروج حمائم  ** أم في البروج منية وحِمام
إن شباب الثورة أدركوا أن حب الوطن ليس كلمة تقال، ولا هو شعار يردد، أو عبارة تكتب خلف المنصات، ولكنه عمل دؤوب، وتضحيات غالية، وانتصار لحقوق الوطن، وكسر لقيد الاستبداد، ورفض للمستبدين، وعزل للظالمين، وبناء صرح الحرية التي صاغ قانونها عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قال لوالي مصر: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً.
إن الوطن اليمني اليوم يعيش حالة أسر كاملة، ويعامل من بقايا النظام معاملة أشد قسوة من معاملة أسرى الحرب، حيث تتقاطر عليه العقوبات الجماعية، فتقطع عنه البترول ومشتقاته، ويتم إطفاء الكهرباء بالساعات، وتقصف مدنه بأسلحة اشترتها الدولة من أموال اليمنيين لحمايتهم، وتغتصب السلطة أو بالأحرى يستمر اغتصابها من فلول النظام، ولا يرضي أي يمني أصيل أن تعيش اليمن في سجن يديره البلاطجة سواء ببزاتهم العسكرية أو بصورتهم القبلية أو بكرفتات الإعلاميين أو بمقالات الصحفيين أو بمرتزقة الصور وإطلاق الرصاص، ولأن الوطن غالٍ وحبيب.. خرج الشباب ليحرروه من الأسر، وليكسروا سجن الطاغوت الذي حاول ضربه على اليمن، فتحركت جماهير الشعب العظيم تحشد نفسها بالملايين في الساحات والميادين.
إن الجمعة فرصة حقيقية لإظهار عظمة الشعب اليمني وعظمة ثورته، لقد آن الآوان أن يتعلم العالم من اليمنيين دروس الحرية، وأدبيات التحرير، وروائع النضال السلمي، وآليات الثورة السلمية، ثورة الكلمة والسلام، وأن يأخذوا التجربة اليمنية بصبرها الكبير، ونفسها الطويل، وتضحياتها الجسيمة.
إنه لا عذر لأحد من الناس في التأخر عن حضور الجمعة في ساحات التغيير، والدعوة إليها، إن دم الشهداء أمانة في عنق كل يمني، وإن دموع الأيتام أمانة في ذمة كل إنسان، وإن الحضور للجمعة والساحات أقل ما نقدمه وفاء لليمن وحريتها، ولقوافل الشهداء بطول اليمن وعرضها، ولأبناء الشهداء الذين قدموا آباءهم فداء لليمن، هيا يا سيدي القارئ الكريم تحرك واجمع الناس وقم بدعوة كل من تعرف لنصنع الجمع الغفير للجمعة والحشد المهاب؛ لنري اليمن قامتنا الكبيرة، قامة الثوار والثورة، قامة الحرية، قامة اليمن الجديد.
إن الوطن الذي آمن به الشباب وطن يستحق أن نبذل له كل ما نملك، وأن نقدم أرواحنا قرابين له، وأن نعتصم في الساحات لننقذه من قبضة المتسلطين، الذين استبدوا باليمن واليمنيين، وساموهم ألوان الاضطهاد، واجتهدوا في تفتيت اليمن، ونشروا قوات الأسرة من طرف اليمن إلى طرفها، تقتل النفس وتسفك الدم وتنشر الخراب وتدمر الممتلكات وتخيف الآمنين، وتقلق السكينة العامة، وتقطع أرزاق الناس، وتمنع وصول الشاحنات، وسلطت مرتزقة الإعلام بأموالنا يهتكون أعراضنا، وبأموال الزكاة التي فرضها الله لأهلها، يوزعونها وأموال الدولة للبلاطجة، ويبعثرونها على القتلة في بلطجة لم تشهد لها اليمن مثيلا.
رسائل سريعة:
إلى قادة المشترك:
ينصحكم أحمد شوقي فيقول:
وقف الزمان بكم كموقف طارق **  اليأس خلف والرجاء أمام
والصبر والإقدام فيه إذا همـــا  ** قَتَلا فأَقْتَلُ منهما الإحجام
إلى هادي رئيس الجمهورية بالإنابة:
يهديكم أحمد شوقي سلامه ويقول:
تقضي على المرء الليالي أو لَهُ  **  فالحمد من سلطانها والذام
من عادة التاريخ ملء قضائه   ** عدل وملء كنانتيه سهام
تحتاج إلى ثلاثة أمور لا رابع لها: الإيمان بنفسك، والإيمان بالشعب، واتخاذ القرار المناسب، الدستور معك، والشعب معك، فماذا ينقصك؟ وتأمل موقف الغنوشي التونسي -رئيس وزراء تونس الأسبق- الذي خرج على الناس يقول: أتولى أنا، وهذا الشعب والدستور يوليك هذه الفترة الانتقالية، فافعلها يا رجل، فأنت لها كم بين تمسك صالح وأسرته باغتصاب السلطة وبين تخليك عنها، وبين رفض الشعب لهم، وقبولهم بك، لا إله إلا الله، مسكين أنت أيها اليمن المعاصر تبتلى بالنقيضين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، رجل تكرهه اليمن يتمسك بالسلطة وهو ميت، وآخر تناديه اليمن للقيام بواجبه، فيأبى التقدم لأخذها وهو حي، ولله في خلقه شئون.
إلى المتفرجين على القتلى والجرحى والمشردين:
ألا تخافون عقاب الله، وأنتم تشاهدون ما يحدث بإخوانكم، وتأملوا هذه الأبيات الشعرية:
أو ما تروهم قتّلوا إخوانكم   **   بين البيوت كأنهم أغنام
كم رضع في حضن والدة غدوا ** ولهم على حد السيوف فطام
وصبيّة هتكت خمائل طهرها   **  وتناثرت عن نوره الأكمام
وأخي ثمانين استبيح وقاره   **    لم يغن عنه الضعف والأعوام
وجريح قتل ظامئ وأدوه لم   **   يعطفْهمُ جُرْحٌ دَمٍ وأوام
ومهجرين تنكرت أوطانهم    **   ضلوا السبيل من الذهول وهاموا
يتلفتون مودعين ديارهم     **    والعين دمع والديار ضرام
إلى إخواننا وأبنائنا في الحرس الجمهوري:
إذا كنتم تخافون من قادتكم، فالخوف من الله تعالى أوجب عليكم، تذكروا قول الله تعالى: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} (93) سورة النساء. اتقوا الله إنكم تزهقون أرواحا بريئة، والله تعالى يقول: {مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا} (32) سورة المائدة. واعلموا أن طاعة الله أولى بكم من طاعة المخلوقين، فلا تبيعوا آخرتكم بدنيا بقايا نظام يقدكم للقتل، وهو يتنعمون بالدنيا، فإن الله عليكم قادر، وسلطانه عليكم قاهر، واحذروا الله الذي يقول: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ} (30) سورة آل عمران، لا تظنوا أنكم تفلتون من عقاب الله، إن الله كتب الخيبة على من يحمل الظلم، قال الله تعالى: {وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا} (111) سورة طـه.
وأما الدنيا فالقاتل موعود بالقصاص، والنفس لا تغيب، {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} (37) سورة ق، {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ} (19) سورة الحشر، وتذكروا {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} (48) سورة إبراهيم.
شكر ونداء للسعودية:
الشكر موصول لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على المكرمة التي قدمها لليمن مائة ألف برميل نفط خام يوميا، ولكن لمن سلمها؟ سلمها للنظام الذي أكل نفطنا، أعطاه للشعب، ونحن إذ نشكركم على ذلك، لأن الشكر واجب فمن لم يشكر الناس لم يشكر الله كما ورد في الحديث الشريف، نود أن تفتحوا التجارة بين الشعب اليمني مع شركات البترول السعودية، نشتري منكم بصفة تجارية، نحن نموت يا خادم الحرمين الشريفين بسبب الوقود، والحياة توقفت في اليمن بسبب أزمة مشتقات النفط، والمرضى يموتون في المستشفيات، وبالسعر الذي يرضيكم، نريد نشتري بنـزين وديزل، وفي هذا مصلحة للشعبين وأنتم خير من يقدر المصالح، وفقكم الله تعالى للاستجابة لهذا النداء، وللنظر في هذه الاستغاثة العاجلة، وتستطيع السفارة السعودية نقل هذه الاستغاثة إلى الملك ورجال الدولة السعودية تفضلاً وكرماً، والله ولي الهداية والتوفيق.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد