حبيبتي يمن "، أهديك حزمة حطب في زمن عزت فيه الدبة الغاز وأصبحت تمشي على عكاز، أكتب لكِ هذه الرسالة والكهرباء طافية فأين أنتِ يا شمعة حياتي؟
أشعر أن قلبي محطة بترول، وأشواقي سيارات مطوبرة، وحنيني معبي فُل.
منذ أن افترقنا وأنا أفكر في الانتحار، لكن كل شي ارتفع سعره في هذه البلاد حتى وسائل الانتحار.
 إن قلت اسمم نفسي فالسم لا يؤثر بي ,فقد تعودت على تناوله كل يوم مع أعواد القات، ولو أن أفعى قرصتني لماتت من سم القات الذي بداخلي.
 وإن قلت أفجر نفسي بدبة غاز، فالدبة الغاز بألفين ريال والأولى أن نطبخ عليها مرقة للعيال بدلاً من الانتحار بها.
وإن قلت أحرق نفسي ببترول فسأنتحر وأنا مطوبر عليه والمثل يقول " إذا انتحرتوا فاستتروا ".
 إن قلت اشتري دبة بترول من السوق السوداء فلن احترق ,لأنها مغشوشة بالقاز والماء.
 حبيبتي الغالية، لا يخفى عليك ِ أننا نعيش حصاراَ أعظم من حصار غزة، عندهم معبر ) رفح) وعندنا معبر ( قرح) ومعبر) نزح ( ومعبر (شلح).
 هل تتصورين أن سعر الشمعة التي أصبحت مثل الملخاخ 40 ريالاً؟ والبترول شبه منعدم ؟ وقيمة الدبة وصلت إلى 7 أو 8 ألف ريال؟ والديزل مُشفر؟ ووايت الماء بـ 7 ألف ريال؟ والحال واقفة والمسؤولون مثل الجن يلعبون معنا "استغمايه" بعد أن كانوا يلعبون معنا عسكر وحرامية.
 نحن لا نستسلم )نبحشم أو نموت( وإذا كان القطل من فضة، فالروس والسمين من ذهب، ومن حفر حفرة لأخيه خزّن هو فيها، والقات في الصغر كالنقش في الحجر.
 تعلمين جيداً أن قصة حبي لكِ تمتد منذ عصور، لقد رسمنا أحلامنا معاَ على المدرجات الزراعية وطريق البخور واللبان وسد مأرب، وكان الهدهد شاهداَ على قصة حبنا، وأشواقنا كانت أقوى من سيل العرم، ولم يستطع أبرهة بجيشه وأفياله أن يفرق بيننا.
حبيبك غاق.