حتى الذباب لم يسلم منه، كان يحلق فوق وجهه، رمقه بنظره قائلاً :" أيش الحكاية ؟ ما حصلت مطار تنزل فيه ؟!! " فهوى الذباب وكأنه هليكوبتر أصابها صاروخ في خزان الوقود.
ومما يحكى أيضاً أن رجلاً ذا عين خبيثة أصبح وقد ولدت زوجته توأما ً فقال : " أمسينا اثنين وأصبحنا أربعة " فصرع التوأم.
وآخر شاف عامل يوقص أحجار فقال له : " تقطع الحجر وكأنك تقطع صابونة " فاشتل العمود الفقري للعامل وأصبح طريح فراشـه.
ويحكى أن ذلك المرّاع (صاحب العين الخبيثة) تأخر عن المنزل وكانت أمه قلقة عليه (سايرة جاية في صالة البيت) أول ما دخل من الباب قال لها : " مالك يمّـه سايرة جاية مثل ساعة الجامع؟" فلم تلقَ العافية بعد عبارته تلك.
وكنت كلما سمعت حكايات هؤلاء أقول " مالوهو صدق إنهم قوة عسكرية ضاربة وعيونهم أعظم من الطائرات اللي بدون طيّار، نجيب فريق المرّاعين ونخليهم يصوبوا أعينهم باتجاه القنابل المسيلة للدموع فيحولونها لقنابل مسيلة للفراولة.. ويصوبوا الرصاص الحيّ فيجعلونه رصاصاً ميتاً (فشنق).. العين تصوب صاروخ (اسكود) تخليه صاروخ (اسكت) وصواريخ (الكاتيوشا) تخليها الصواريخ (المربوشة).. تخيلوا حينها نشرة الأخبار :
(هذا وقد تمكن فريق المرّاعين من رمي إسرائيل بعين وفك حصار غزة)
العين حق، والعين توصل للمقابر، واليمني بطبعه يخشى العين ويعمل لها ألف حساب، فتجد على وسائل النقل لافتات (خذ لك نظرة وصلي ع النبي) (رماني عين ورب العرش نجاني)
(عضة أسد ولا نظرة حسد).
لا أخفيكم أني بدأت أشك أن اليمن صابتها عين، فأصبحت اليمن العصيد بعد أن كانت اليمن السعيد، ويفترض أننا نبخرها ونرقيها.
وأخيرا ً وليس آخرا ً يعتقد أن عين الرئيس المصري السابق " مبارك " صابت الرئيس "صالح" حين قال : " هو لسه فاضل لحد دلوقتي !!"، فلم يكمل عبارته إلا على وقع صاروخ في جامع النهدين.
أحمد غراب
عين مبارك وصابتك يا علي 2356