أيها القلب في سماحات الله انطلق.. بهم فكري حيث شئت في فضاء بلا رئاسات وزعامات.. معمرة وهرمة، ونيابات وجيوش وعسس وأجهزة قمع فنت نفسك الرئيس، وأنت الرحابة الطليقة خارج أسوار نوائب السحل والقتل والمقاصل.
أيها القلب المترع بحب ناسك البسطاء المتعبين، الناسك في محراب وجعهم المقدس، انطلق بأجنحة الحقيقة في فضاء الله أزرعها غيمة فرح في روح موحشة تنام هناك في ركن بيت مكلوم ودار ثقبه الرصاص والأنين.
 أيها القلب المجنح انطلق في سماوات الله حيث لا نقاط تفتيش للجماجم والضمير، ولا حلقات احتفاء بدائي باغتيال العقل وحلق الرؤوس انطلق خلف مواسم الحصاد، افتح حجراتك الأربع فرن أرغفة انهمر على مائدة الفقراء خبزاً وأمنيات.
أيها القلب، اضطرم، أقذف بجمرات الغضب واللعنات الباشق الفاجر والأنظمة المستبدة، الرذيلة انتصر للإنسان.. خذ بيد الآدمية من قاع الانسحاق إلى سمو الفضيلة وعلو الإله.. أيها القلب المنطلق بومضة واحتراق مركبة فضاء، سر إلى أمام الكون، أنثر في هشيم أجساد أبنائك المثخنين بالفجيعة ماء الخلاص، أضيء بما تبقى من سنين عمرك، شموع آخر النفق، وأمض في إثر ضوء بالكاد يري في البعيد، من بين شقوق وأخاديد وتلال أحزان البلاد والعباد.
يا قلب سر في ركاب الله، الحقيقة لا تبك على سنوات مضت، رماد جمر شتاء قارس، قشور حباب سنابل فارعة، أمض أيها القلب في تبتلك.. مبشراً بجنة الحالمين القادمة، سر في فضاء الله/ فتيل اشتعال، انطلق في سماوات الرب حاملاً كتاب موعظة ثورة، مبشراً أن للعدل طاقة بركان.. واحتباس زلازل، قريب سيقتلع الطغاة.. تكريت هذه البلاد.
بشر أن للعدل انبثاق عيون ماء، تغسل أوجاع الروح تبلل الشفاة، تمسح جفاف الحناجر، بشر أن للعدل يدان وقيثارة، وله أيضاً حبال مشانق.. تفتل خيوطها، تنصب أعوادها من نواح وآتات الثكالى والآرامل، ومن هياكل الجياع وقهر الضحايا، بشر أن للأشواق المذبوحة.
المذبوحة على بوابة القصر لساناً وشفاه، بشر أن للحق ومضة نصل تخترق هول وغول الحكم.. يمزق لحم الصمت الساكن.. وينصب لتكريت هذه البلاد لمظالمهم لأجسادهم المشانق يا قلب انطلق في سماوات الله إلى أمام قادم الناس.
Al haimdi @gmail.com