ما يحدث في الوطن العربي من ثورات هو نتيجة للفساد والظلم والاستبداد من قبل أنظمة فاسدة، هذه الأنظمة نهبت ثروات هذه الشعوب وكدستها في بنوك أميركا وأوروبا، وبنت الفلل الفخمة، والمدن السكنية، واشترت المصانع والشركات.
الوطن العربي غني بخيراته، والثروات الهامة منها البترول والغاز والذهب وغيرها من الثروات، كذلك موقع الوطن العربي، حيث يقع وسط أربع قارات "أوروبا وإفريقيا وآسيا واستراليا"، فيه ممرات "منافذ" هامة تتحكم بمرور السفن التجارية والحربية، ومعظم دول الوطن العربي تقع على المحيطات والبحار، فهي غنية بالثروة السمكية.
حكام هذه الأنظمة الفاسدة والمستبدة لم يفكروا بمشاكل الشعوب ومعاناتهم وآلامهم، لذلك عشرات الملايين من أبناء الوطن العربي هاجروا بحثاً عن لقمة العيش وعن الأمن والاستقرار، هروباً من الصراعات والثارات والحروب المستمرة التي خلفت عشرات الآلاف من القتلى ومئات الآلاف من الجرحى، معظم الجرحى يعانون من إعاقات جسدية شديدة.
هؤلاء الحكام الظلمة والمستبدون لم ينهبوا ثروات شعوبهم فقط، بل أهانوا كرامة وعزة وشرف المواطن العربي، وأصبح ينظر له بأنه فقير، متسول، أو إرهابي في وطن غني بالثروات، غني بالكوادر البشرية.
"400" مليار دولار فاتورة الفساد العربي، لو أنفقت في التنمية البشرية، وتنمية الثروة الزراعية والحيوانية وتنمية الثروة السمكية والاهتمام بالتعليم والصحة وبناء مدن سكنية للفقراء والمحتاجين وذوي الدخل المحدود لتحسنت ظروف الناس في الجانب المادي والنفسي والصحة والتعليم والاجتماعي.
أيضاً حكام هذه الأنظمة الفاسدة أنفقوا مئات المليارات من الدولارات لشراء أحدث الأسلحة ليس من أجل حماية كرامة وشرف وعزة المواطن العربي، ولا من أجل حماية أراضي الوطن العربي، والمقدسات الإسلامية، لكن من أجل حماية أنفسهم وأنظمتهم الفاسدة والمستبدة.
هذه الأنظمة الفاسدة تعاونت مع أعداء الأمة العربية والإسلامية لنهب وسلب ثروات الوطن العربي، وتعاونت أيضاً على قتل وإهانة المواطن العربي والمسلم.
تراكمت معاناة وآلام وإحباطات الشعوب العربية وانفجرت كالزلزال، فزلزلت الأرض تحت أقدام حكام الأنظمة العميلة، وأصبحت الكوابيس تطاردهم ليل نهار، ولا ينامون إلا بالحبوب المهدئة والمنومة، منهم من هرب، ومنهم من يحاكم مع نظامه الفاسد، ومن هم من ينتظر المصير المحتوم.
منصور عون
مليارات الدولارات فاتورة الفساد العربي 2164