كثيراً ما نسمع -خارجاً وداخلاً- أن اليمن بلد فقير وإنه للأسف أدرج ضمن الدول الفقيرة، مما يجعلنا كيمنيين نشعر بالأسى، فنحن شعب نعم فقير مادياً، ولكنه غنيٌ بالوطنية، فاليمن تمتلك من الثروات ما يجعلها تنعم بخيراتها كغيرها من الدول، ولكن اليد الخفيفة هي التي تنهب ثرواتنا، فلا يحصل المواطن اليمني على نصيبه من الثروات إلا الشيء اليسير جداً، فحينما تكثر الجيوب المفتوحة والمثقوبة، فكيف لليمن أن يكون غنياً ويستفيد من ثرواته ويبني وطناً نظيفاً، عفيفاً، خالياً من الأوبئة البشرية.
يبدأ الفساد حينما يتولى فلان منصباً، فأول ما نجده يظهر عليه إنه وبسرعة الريح قد بنا بيتاً واثنين وثلاثة وقد اشترى سيارة آخر موديل له ولابنه وحتى ابنته وسافر لبنان يصيف، ويطالب ببدل سفر وراتبه طبعاً يذهب دايركت للبنك ونساءه مسطرات بالذهب وآخر زنط.
هؤلاء هم المسؤولون عندنا وكأن الكرسي جاء ومعه النهب، فيشبعوا بطونهم وجيوبهم وليتها تشبع، بل أنها تقول هل من مزيد وتجده أيضاً يعين ابنه وأخوه وصهره "وجر لك يا أبي جر"، أما الباقي فيموتون جوعاً ويحرقون، فليسو من أقرباءه ولا من أصحابه.
إذن السبب الرئيسي لفقر اليمن هو الأنانية، فالرئيس أول شخص أناني، فإذا كان رب البيت بالدف ضارباً، فشيمة أهل البيت كلهم الرقص، وإلا لما وزّع المناصب على أبنائه وأبناء إخوانه والمقربين، وكل واحد يقص من جهته وهكذا أصبحت اليمن في نظر الغير فقيرة في ظل ظروفها الصعبة.
المسؤول فيها ينام على مخدة ريش نعام والمواطن ينام على صوت تضارب أمعاءه.. والمسؤول فيها يلبس ماركات مستوردة والمواطن يلبس القديم والممزق, المسؤول أيضاً يتعشى بروست وبرجر في حين أن المواطن ينام بلا عشاء حتى يتعشى آل بيته، فلما لا تتشارك الأوجاع والمشاكل لتُحل، فلا يعد هناك فرق بين (مسعور) عفواً اقصد مسؤول ومواطن؟
اليمن ليست فقيرة وإن كانت فقيرة بحكّامها، فهي غنية بشعبها الودود والذي نفض الغبار عن عينيه، فوجد أن 50% من شبابه يعانون البطالة و55% من شعبه تحت خط الفقر، فأين تذهب ثروات البلد وخيراتها وأي بحر هذا الذي يبتلعها؟ بلا شك إنها جيوب وبطون المسؤولين.
لماذا لا يفكر المسؤول بغيره قبل نفسه ويدع القصور والفلل والسيارات للآخرة؟ ومتى سيعلم بأنه محاسب على كل ريال دخل جيبه؟؟ أم أنها (قشقشة) ومن قرح يقرح؟
مازلنا نحلم بوطن يرأسه رجل لا يأكل بالثنتين ولا يعطي أبناءه وأنسابه ما لا يستحقون ويعطيها فقط لمن هم ذو كفاءة، ومازلنا نحلم بوطن خال من الفساد، وطن تتحقق فيه العدالة والمواطنة المتساوية.
فإذا كانت إرادة الله من أخرجت الملايين للمناداة بإسقاط النظام، فهي من ستمنحه فجراً جديداً ليكن غنياً بشعبه وبثرواته والتي لو توزعت على شعبنا –عدلاً- لأغنتهم عن الخروج للشارع ولما وصلنا اليوم إلى ما وصلنا إليه من أوضاع مزرية، فنحن نريده وطناً غنياً بنا وبثرواته والله بإذنه سيحقق آمالنا.
أحلام المقالح
اليمن غنيٌ بشعبه 2272