;
أحلام المقالح
أحلام المقالح

حق أم مجاملة؟ 2052

2011-06-13 04:19:38


سر من أسرار الحياة و مفتاح لأحد أبواب المودة بين أجناس البشر، ما ارتسمت على وجه أحد إلا زادته ضياء والتفت حوله الفراشات وما غابت عنه إلا وانصرفت عنه الأنظار...
لغة لا تتحدث ولكنها تترجم إلى أحاسيس ومشاعر جميلة، رابط وثيق بين شتات القلوب وقاسم مشترك بين الفرح والحزن فلا تحتاج إلى دراسة لدراستها ولا إلى وصفة لتجهيزها، فمنذ الطفولة وهي مكنونة بالجوف تنتظر بزوغها لتجمع بين الشتان فيآتلفان ويصبح العالم بحر أسرار سعادة...
ربما تبادرت إلى أذهانكم عن ماذا أتحدث، ولكي أترك لكم مجالاً أكبر للتيقن سأورد قصة واقعية ستلخص مقدمتي في مشهد واحد عليكم فقط بالإنصات...
(أم حلمي) امرأة في منتصف العمر وأم لبنتين وولدين كنتُ أشاهدها يومياً في المكتب الذي كنت أعمل فيه تتجول بين المكاتب بمنشفة التنظيف فتنطلق صباحاً بجسدها وروحها في آن واحد فلا أسمع إلا حركات أقدامها على الأرض وأرى فقط ابتسامة ترتسم على وجهها وفي أوقات تناول الفطور كنتُ أجدها وكأنها صديقة أو أخت فشخصيتها الاجتماعية تبرز، فتحترف الكلام وتأخذ وتعطي بكل شيء وتبتسم تماماً وهي تحمل منشفتها فبتُ أسأل نفسي ماذا خلف هذه الابتسامة؟ وهل هذه الابتسامة حقاً أم مجاملة تُطلقها؟ وهل هناك شيئ في الحياة يجلب الابتسامة لشفاه مثقلة بالهموم وندى الدموع؟؟
لم أستطع أن أسألها فأكتفيت بترقب خطواتها وترقب ابتسامتها على وجهها كي تلهمني قليلاً من سحرها وتأثيرها..
من خلال حديثي معها وجدتها كنحن النساء لديها أسرار وأفكار واهتمامات خاصة في الطبخ والأناقة والأغاني لدرجة أنني أدمنت صوتها صباح كل يوم وبالرغم من أنه ليس بجميل للغاية ولكنه يبعث الراحة والفرح، خلف كل حرف تخبئ ابتسامة وحتى في أشد الظروف التي كانت تعاني منها بسبب ضيق المعيشة كانت تبتسم وتدمع عيناها مرافقه للابتسامة فكنت أعشقها أكثر...
دعتني تضارب أفكاري وأسئلتي عن سبب ابتسامتها لأن أسألها يوماً : كيف هي حياتك يا خاله؟ وكالعادة ابتسمت لترد بود : أحب عملي وأشارت إلى المكنسة والمنشفة وأولادي أيضاً، هذه هي حياتي، أنا الآن في نهاية عمري وأبذل قصارى جهدي لتوفير المستلزمات لأولادي المنبوذين من أبيهم ولكنني سعيدة جداً لأني أحبهم وأرى في أعينهم ما أبحث عنه (تقصد السعادة).
 غادرتني بعدها بعدما قالت أنه مازال أمامها ابنتان تحلم برؤيتهما عروسين وولدان أيضاً تريدهما كما تتمنى، وقفتُ شاردة لحظات بعدما غادرت قائلة (وداعاً ابنتي)...
هكذا هي كل يوم تغادرني بابتسامة وتستقبلني بابتسامة (حق) وليست مجاملة كما غيرها يطلقون ابتسامات مجاملة فقط...
غادرتني ولم تغادرني بسمتها بعدما تعلمت منها سراً من أسرار الحياة..فشكراً أم حلمي.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد