إن المتأمل في أحوال اليمن والأحداث المتعاقبة لها، بعد حادثة قصف جامع قصر الرئاسة يوم الجمعة الماضية يُصاب بالدوار، فقط لأن الأخبار تتوارد وتتعارض وتتضارب في رأس كل من يفكر بكيف كانت الجمعة وكيف سيكون ما بعدها، فبعد أن جاء خبر إصابة الرئيس وعدد من المسؤولين ثم نقلهم للسعودية للعلاج في ظل تعتيم الإعلام الرسمي لتفاصيل الحادثة وماهية المواقف المطروحة على طاولة الأحداث واكتفوا فقط بعرض صور المسجد المستهدف بالقذائف فبتنا نسمع رواية جديدة للحادثة والموقف نفسه بين فينة وأخرى وكأنها (سيرة وانفتحت) ومع أن لكلٍ رأيه الخاص ولكن كثر المحللين بداية من رموز النظام ونهاية بالمواطنين جعلنا نخلط الحابل بالنابل ولم نعد ندري من نُصدق ومن يتحدث؟؟
وما أن غادرت طائرة الرئيس نحو الرياض حتى عمت الفرحة وجوه الشباب فالرئيس غادر اليمن !! الكل غنى ورقص، في حين كانت تعز بوجه مدافع ودبابات النظام، فأي فرحة هذه الذي تقمعها رؤوس الأفاعي بلدغات في ظهر تعز الصامدة, لا أنكر الفرحة جاءت لتزيح عنا غمام حُزن وكآبة وتُمطرنا بالأمل ولكن ما الفائدة منها والوطن مجروح وتعز مازالت تدوي في سماءها أصوات الرصاص والمدافع، فهل تعز من ستدفع ثمن كل شيء وهل أرواح أبناءها فدية لكل ظالم وفاسد؟!
ومع توافد أخبار من رموز النظام الذي عوّدونا على الكذب (المعسبل ) بأن الرئيس سيعود بعد فترة النقاهة وأنهت أخيراً بتصريح نائب الرئيس والذي تسلم مهام الرئيس بمجرد وصوله مطار الرياض والذي أفاد بأن رئيسه سيعود بعد أيام، فأختلفت الملامح وبات الأمر أكثر قلقاً وتعتيماً فالمشترك يؤكدون أنهم لن يسمحوا له بالعودة في حين أنه مازال هناك ثغرة لإحياء المبادرة الخليجية والتي علقت منذ فتره بسبب (دلع) الرئيس وبالمختصر المفيد (كلما صفت غيمت) ولازم علينا أن نتوقع كل شيء، فالله وحده يعلم الصدق من الكذب والشيء الوحيد المتفق عليه أن النظام مازال ينهش في جسد الوطن ولو غادر زعيمهم، فلو خفت أصوات الإنفجارات في صنعاء فتعز تعيش أيامها على وقع أصوات الإنفجارات.
لذا كان من الواجب علينا وعلى كافة القيادات الشبابية في جميع المحافظات أخذ الحذر والحيطة وإغتنام الفرصة، فالنظام وإن مازالت يده تبطش إلا أنه يعيد لفظ أنفاسه، ليعاود مسلسل الإجرام، فلتستمر الإعتصامات والتصعيد السلمي وتأكيد سلمية الثورة ولتبدأ مرحلة الإعداد والتهيئة لمرحلة جديدة وفاصلة في حياة كل اليمنيين مع عمل حساب كل شاردة ووارده، فكلنا نعلم أن اليمن على منعطف تاريخي والله أعلم إلى أين سيؤول مصيرها....
بلا شك أن الأيام القادمة مخبئة في جوفها العديد من الأحداث والتي نتمناها أفضل وليست أسوأ وما بين أمانينا المعلقة ننظر إلى يمننا الحبيب بعين الأمل، فنجده خالياً من صالح ومن أزلامه ورموز نظامه وعلى وتيرة اليوم الذي عشناه فرحاً بعد رحيل صالح للرياض في ظل كهرباء حيه ومياه نظيفة وجو هادئ وابتسامات مُشرقة نريد أن نعيش ما تبقى من العمر ولتسود لغات التسامح والوئام مفردات حياتنا، فنحن شعب واحد تحت سماء واحد وفوق تراب أرض اليمن الواحد ...والله أعلم جواب سؤال كيف سيكون غداً؟!.
أحلام المقالح
الله أعلم........ 2298