لا شك بأن التعليم الصحيح مع التربية الصحيحة، هما اللبنة الأساسية لبناء جيل مثقف وواعي ومقياس لمقدرة الدولة على التخطيط الفعّال في ضمان مستقبل مُشرق للبلد والشعب.
ولكن ما يحدث في اليمن الحبيبة يجعلنا نتخبط يميناً ويساراً عن ملامح المستقبل الفعلي لبلدٍ طالما تمنيناه بلداً بلباس الحضارة والتقدم والازدهار، فالتعليم بلا شك عندنا غير التعليم في أي بلد آخر ويتضح هذا جلياً عندما تغادر مدارس وجامعات اليمن إلى مدارس وجامعات خارجها بحثاً عن فرص أفصل للتعليم والعمل، فبلا شك أن هناك فرقاً كبيراً وكبيراً جداً، فالطالب اليمني في بلده فاشل وإن وجدناه متفوقاً فنجمة خافتة في حين لو كان بجامعة خارج بلده، فسنجده من أوائل المتفوقين، أفلا تجعلنا هذه المفارقات نعيد حساباتنا في تعليمنا ونتيقن أن هناك مساوئ وعيوباً لتعليمنا مثلما أن له ايجابيات تكاد تكون ميتة...
الوزارة طوّرت المناهج الدراسية وحفزّت المدرسين وزادت رواتبهم (على حد قولها)، فهل يعقل أن يكون الخلل من الطلاب أنفسهم ؟ فكروا معي قليلاً ...
لا أظن وإلا لما رأينا طلابنا يهربون للخارج للدراسة وحتى لا تكون وجهة نظري بأنظار البعض (شطحه) دعونا نتحدث عن اليوم والذي برغم الوضع الأمني المتأجج في البلاد وتوقف الدراسة إلا أن طلاب الثانوية ملزمون بمذاكرة أو بالأصح بحفظ وحدات كاملة من المنهج دون شرحها بالمدرسة مع العلم بأن الطلاب الذكور فقط هم من مضطرون لتدريس أنفسهم وحدات من المناهج بعد حذف البعض، فهل هذه حكمة تعليم أم تهبيش ؟؟!!
ستتوثق لكم مشاهدتي حينما ترون كما رأيت أخي وهو يحاول ملياً حفظ دروس لا تُحفظ بسبب أنها مقرره.. فيُحبط مؤخراً خاصة وانه بالقسم العلمي ...
على الجهة الأخرى وفي جامعاتنا فبلا شك أن الدراسة متوقفة كلياً ولكن طلاب بعض الكليات يتأهبون لخوض الإمتحانات في نهاية الشهر الجاري بعدما وصلتهم قرارات تحديد مواعيد الإمتحانات ودون دراسة سيذهبون للإمتحان مما استدعى الأغلبية لإيقاف القيد بسبب غياب المنطق عند المختصين، فهل يعقل أن الدنيا قاعدة قائمة في الشارع والطلاب مجبورون على الذهاب للامتحان؟
على القائمين على مثل هكذا قرارات في الوزارة أو الجامعة مراجعة حساباتهم، فالتعليم ليس بالمزاج متى ما أردناه سائباً كان كذلك ومتى ما أردناه حازماً كان كذلك، فالتعليم ليس بـ (عناد) وإلا فلنقرأ على مستقبلنا السلام.
لنعلم أن الأسس التي تضعها أساليب التعليم غير المنطقية هي الركن الأول لاختلاف نقاط الالتقاء للأجيال, فوالدي مثلاً لو لم يكن مُعلمه قد غرس بفكره حُب الأرض والولاء لترابها لما عاد من أرض الغربة ليعيش فيها بسيطاً.
كذلك الحال للمؤسسات التعليمية والتي تفرض بمفاهيمها في خدمة المجتمع وبرسالتها في المحافظة على مستقبل وثقافة جيل ما قد يمنع الوطن الخوض في مغبة الحروب.
لذا كان لا بد من اختيار منهجية فعّالة لتقود أجيالنا إلى التعمّق بالوطنية بدلاً من إجبارهم على الإمتحان في وقت أن هناك قيماً ومعاني تفتقد للمصداقية بسبب أن رأس البعض (يابس ) ... هي فرصة اخيرة لتعليمنا للنهوض باليمن من جديد بعيداً عن سياسة الضغط أو الانفلات وإلا فلن يكون تعليمنا تعليماً.
أحلام المقالح
لأن تعليمنا غير 2246