تعلمنا وتعلم أطفالنا في المدارس الشعار المدرسي "الله نعبده ـ الوطن نحميه ـ الثورة ضد الظلم".. ومن هنا تعلمت الأجيال ورضعت حب الوطن وحمايته وتعلمت أن تثور في وجه الظلم والظالمين من أجل الوطن والمواطنين.. نعم الوطن بمعنى الموطن والحاضن والمورد.
ـ الوطن يعني أرضاً بكنوزها وثرواتها الظاهرة والباطنة، الوطن يعني سماء بعلوها وشموخها وسيادتها، الوطن يعني إنساناً مواطناً حراً كريماً يتطلع إلى السماء فيجد الأمل والطموح والعزة والمكانة وكما أنه يتطلع إلى السماء فإنه يتدلى من الأرض باحثاً وبانياً وصانعاً.. فالوطن يعني قيمة عليا تسبقها أو تدل عليها مصفوفة من القيم والفعل الوطني والفعل الثوري الذي تحقق فيه معنى حماية الوطن "الوطن نحميه" وإزالة الظلم "الثورة ضد الظلم"..
ومن هنا فإن الاختلال الحاصل أساس الاختلال في المفاهيم.. في فهم معنى الوطن والوطنية، فالأجيال المتعاقبة عاشت هذا المفهوم في ثلاث بيئات هي: "المدرسة، الإعلام الرسمي، الممارسة الرسمية".
فالإعلام الرسمي يختزل الوطن في الحاكم أو الرئيس وأشخاص النظام، والممارسة الرسمية اليومية في أجهزة الدولة المختلفة، موجهة توجيه شخص ومصلحي وحزبي غير وطني بما فيه الأجهزة الأمنية التي لم تبن بناءً وطنياً وإنما توجه ولاءها للحاكم وعائلته، فنراها اليوم تضرب وتقتل وتدمر وتحرق بلا هوادة.
وهذه نتيجة ضمنية للاختلال في فهم الوطن والوطنية وهو ما نأمل أن ينتهي هذا الاختلال من خلال توحيد مفهوم الوطن والوطنية في "المدرسة، والإعلام الرسمي، الممارسة الرسمية" بحيث يتطابق ما يتعلمه الطالب في المدرسة والجامعة مع ما يجده في الإعلام الرسمي ومع ما يجده أيضاً من الممارسة الرسمية اليومية.
بعيداً عن وطن عبده الجندي، وطارق الشامي، أحمد الصوفي وياسر اليماني وأحمد الحبيشي الذي يترزقون ويقاتلون باسم الوطن، فأنا أعتبرهم "شقاة" أو أجراء عند نظام صالح باليومية، أو مقاولي التصريحات الإعلامية.
عبدالوهاب إسماعيل
الوطن نحميه.. الثورة ضد الظلم 2236