أيها الشهداء، أنتم عرسان هذا الفرح الكبير، أنتم نجوم هذا العيد الوطني البهيج، أنتم من منحتم اليمن وجهها الجديد، وصورتها البهية، أنتم أكرمنا، يا من جدتم بالدم الغالي لأجلنا ولأجل أجيالنا ولأجل خروج اليمن من النفق المظلم.
أيها الجرحى آهاتكم سحقت أصوات المدفعية ودوي الصواريخ وأزيز الرصاص، كل أنة من أنات الجراح كانت خطوة إلى الأمام في صناعة النصر، كل لحظة ألم لها رصيد أضاء سماء الوطن اليمني الكبير، فجراحكم تتحدث عن عظمة فعلكم.
أيها الثوار والثائرات، هنيئاً لكم النصر البهي، هنيئاً لكم الظفر باللحظة التاريخية، هنيئاً لكم الفوز العظيم بانتصار الثورة السلمية العظيمة، اليوم تقطفون ثمار الصبر، فهيا إلى العمل لبناء اليمن، اليمن الكبير الذي يسع أبناءه جميعاً.
أيها الأحرار، أيتها الحرائر، أجعلوا نصب أعينكم اليمن وليس الأحزاب، اليمن وليس المصالح الضيقة، اليمن وليس المشاريع الصغيرة، إن عليكم أن تتنبهوا لأي دعوات الإقصاء والإلغاء والتهميش الذي قد تقع فيه بعض قوى الثورة بقصد أو بدون قصد، إن عصا الإقصاء الغليظة هي التي ضربنا بها نظام صالح، جميع القوى الوطنية في الوطن اليمني الحبيب، فهل اتعظنا من هذا الخطأ التاريخي، تنبهوا له ولا تسمحوا لأحد أن يجيشكم لفئة أو حزب أو جماعة، اجعلوا اليمن وحب أهلها جميعاً قضيتكم الأولى التي تبنون بها اليمن الموحد الكبير.
أيها اللقاء المشترك، عفُّوا عن حب الرئيس، تعلموا أن تقنعوا، أعرف أن الفطام صعب، وأعلم أن الحنين يقود الصاحب إلى صاحبه، تحرروا من حب الرئيس، تحرروا أرجوكم، أم أن الحب الأول لا يموت كما يقول المثل الإنجليزي.
وأمر آخر أيها اللقاء المشترك: لا تجعلوا أنفسكم أوصياء على اليمن، فاليمن بخير وجهودكم لها إيجابيات وعليها سلبيات، ولكم نصيب من فاتورة الشهداء والجرحى والألم، تذكروا أن تصريح بعض قياداتكم نفرت الناس عن الثورة وأخرت لحظة الفوز، كل خوفي أن تقبلوا بالمبادرة الخليجية حتى بعد أن أعلنت بعض القوى الوطنية رفضها ولكنها في نظر البعض ما زالت في وقت العدة يكفي فيها إعلان المراجعة أمام شاهدين بالعقد الأول.
تذكروا أنكم أخرتم النصر بكسر العزلة عن الرئيس ونظامه، حولتم الصراع من رئيس يخاصم شعبه إلى سلطة ومعارضة، وأعطيتم النظام طوق النجاة حين أعطيتم الرئيس طرفاً يتحاور معه ويراوغ ويناور على الشعب من خلاله، وقد كادت الثورة تنتهي يوم جمعة الكرامة، لم يكن أمام النظام سوى الرحيل، ولكن تحركاتكم القيادية وليس الشبابية كان لها الحضور في الوقت المناسب لمصلحة الرئيس، الذي اختطفها بسرعة بعد أن تجاهله الشباب لخمس مبادرات فما صبرتم من مغازلة واحدة من الخليج، خوفي أن تعودوا ونقع في قصة المثل الشهير يعلم الله من قال لها، أو كما قال بعضهم: عيني على بكرة وقلبي مع الأمس فيني تناقض ما لقيته بمخلوق.

أيها الوطن اليمني الكبير: الحمد لله جعل الله يوم النصر في يوم دخول الشعب اليمني الإسلام، أيها اليمن هذا يوم عيدك يا يمناً أخرج الظلم في جمعة رجب الذي دخل فيها اليمن الإسلام وخرج من ظلمات الكفر إلى نور الإسلام، وإننا لنعلم يقيناً أن دخول الإسلام إلى اليمن كان في أول جمعة من رجب فهو أعظم حدث في تاريخ اليمن كله فإنه يمكن القول إن انتصار ثورتكم يعد من الأيام المعدودة في تاريخنا المعاصر. فمثلما يسترد الإنسان عافيته بعد طول عناء، ومثلما يخرج الحر من سجن طالت معانته فيه، ومثلما يولد العيد ويرجع الغائب الحبيب، هلت بشائر النصر على اليمن الحبيب.